Site icon IMLebanon

حين يعالج المسؤولون  المصائب… بالتنظير

يبدو أنَّ الروائح الكريهة للنفايات باتت تؤثر سلباً على نمط التفكير لدى بعض المسؤولين، كذلك على طريقة مقاربتهم للأمور وللتطورات.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، رئيس الحكومة تمام سلام الذي تُناط به السلطة التنفيذية، يقصف عشوائياً مع أنَّ هذا البيت السياسي العريق لم يعتَد على هذا القصف.

في إحدى مناوبات القصف، ما نُقِل عنه في حديث صحافي، فعندما يُسأل سلام عن تعليقه على هبّة القوى المسيحية من 8 و14 آذار للدفاع عن دور أمن الدولة وصلاحيات رئيسه، يجيب:

ليت هذا العصب المسيحي يشتد لانتخاب رئيس الجمهورية، وليس لإضاعة الوقت والعنوان، من خلال خوض معارك جانبية في التوقيت الخاطئ والمكان الخاطئِ.

دولة الرئيس سلام، بمودَّة نقول لك:

أنت تعرف، ونحن نعرف، وكثيرون يعرفون، أنَّ عرقلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليس سببها المسيحيون فقط، والعصب المطلوب ليس عصباً مسيحياً فقط بل المطلوب عصبٌ لبناني فتتحقق أكثرية الثلثين وتنعقد جلسة الإنتخاب.

إذا لم يكن من المصلحة تسمية الأشياء بأسمائها، أي أن تسمي المعرقلين الحقيقيين لانتخاب الرئيس، فليس من الحق أيضاً أن تفش خلقك بالمسيحيين وتجعلهم مكسر عصا، في وقت لا تجرؤ على التوجه إلى المعرقلين الحقيقيين.

***

الرئيس سلام، وفي الحديث ذاته، وعلى وقع رائحة النفايات، وقع في خطأ ثانٍ، فتحدث عن التوطين الوهمي الذي لا أساس له، وهنا يقصد عدم توطين السوريين الموجودين في لبنان.

دولة الرئيس، هل بلغَك ما تطالب به بعثات الأمم المتحدة؟

حتماً بلغك دولة الرئيس سلام أنَّ المساعدات الموعودة مشروطة بالسماح للنازح بأن يعمل ويؤسس عملاً ويتملَّك، إذا توافرت كل هذه الشروط، فما يعتبَرُ ذلك غير أنّه توطين؟

***

دولة الرئيس الصديق، إن الكلام ليس عليه جمرك بالنسبة إلى العاديين، أما المسؤولون ودولتكم في الطليعة فكلامهم أكثر من مسؤول.

فلتكن مقاربة الأمور من باب الصدقية والواقعية وليس من باب المزايدات التي هي تدمِّر البلد.

ومن يقول لدولة الرئيس، قبل أن يُكثر من التحليلات، ليستمع إلى ما قاله المير طلال ارسلان لدى خروجه من عنده إذ قال:

سمعنا الكثير من الوعود، ولكن ليس لدينا ثقة بالدولة وبمؤسساتها، ولا نريد أن نصل إلى معضلة عنوانها:

حاميها حراميها، وليس بإمكاننا مباركة أو القبول أو السكوت عما يحدث في الكوستابرافا، وخصوصاً مع تجربتنا في الجبل وتحديداً بمطمر الناعمة.

حتماً سمعت دولة الرئيس؟

المير طلال ارسلان يقول ليس لدينا ثقة بالدولة وبمؤسساتها؟

فبماذا يُرد؟ بانتظار الجواب الشافي.