أيها اللبنانيون… تحاشوا أكل اللحم، اللبناني المنشأ، إعتباراً من الإثنين المقبل، لماذا؟
لأنها ستكون من مسلخ بيروت الذي سيُعاد فتحه موقتاً ومن دون أن يكون مستوفياً الشروط، ولأنه بحسب التقرير العلمي الصادر عن الجامعة الأميركية في بيروت التي أجرت فحوصاً مخبرية فيه، تبيَّن أنه يحوي على جراثيم خطيرة وقاتلة.
الاضاحي الناجمة عن عيد الأضحى المبارك، والتي تُعد بنحو خمسين ألف رأس غنم، سيتم توجيهها إلى مسلخ بيروت، بحسب قرار مجلس بلدية بيروت الذي انقسم بين مؤيد ومعارض، لكن عدد المؤيدين كان أكبر من عدد المعارضين فمشى القرار.
لكن الخطر بدأ هنا:
المسلخ بعيد عشرات الأمتار فقط عن مركز تجميع النفايات حيث الجراثيم والحشرات والجرذان والقوارض والأفاعي تملأ المكان، فكيف في مثل هذه البيئة الوسخة سيتم إعداد اللحوم التي ستُستهلك في المنازل والمطاعم، وفي موسم العيد المبارك؟
هل يُدرِك مجلس بلدية بيروت حجم المخاطر البيئية والجرثومية التي سيسببها للمواطنين؟
أكثر من ذلك، فإنَّ المسلخ غير مزوَّد بوسائل تبريد، فهل يعرف المعنيون ما هي مضاعفات معالجة اللحوم في هنغار الحرارة داخله تقترب من الأربعين درجة؟
ثم أين ستُرمى البقايا؟
هل ستنضم إلى مركز تجميع النفايات وإلى مياه البحر؟
بالله عليكم ماذا تفعلون بالناس؟
كيف يلتقي مكان تجميع النفايات من دون معالجتها مع مكان تجميع الأضاحي لبيعها للناس؟
هل تبيعون غير السموم للناس؟
الهواء ملوث والمياه ملوثة واللحوم ملوثة، فماذا أبقيتم للناس؟
إنَّ نواب بيروت والهيئات الأهلية والناس العاديين، مدعوون إلى النزول إلى مسلخ بيروت لمنع إعادة فتحه أيضاً مهما يكن الثمن، إذ يكفي ما يعانيه المواطن.
إنها بيروت أم الشرائع يحدُّها من الشمال والشرق مسلخ ومكب ومعمل معالجة نفايات. ويحدُّها من الغرب والجنوب مكب الكوستابرافا، فهل هكذا تكون العواصم؟
وهل هكذا نسميها لؤلؤة الشرق؟
السؤال الآخر:
هل البلد ما زال مطابقاً للعيش فيه؟
لقد بلغت الإرتجالية مرحلةً متقدِّمة، وبلغ الإستهتار بحياة اللبنانيين مرحلة لم يعد بالإمكان معالجتها بسهولة. لم يعد أحدٌ من المسؤولين المعنيين بهذه القضايا البيئية محطَّ ثقة. إنَّ البلد يعيش من دون بوصلة واضحة ومن دون مسار سهل.
إنَّ المطلوب قلب الطاولة على رؤوس الجميع، فهل بلغ الإجرام حداً باتت معه التضحية بأرواح الناس من العمليات السهلة؟
في غياب المؤسسات، أو عند فشلها، لا بد من تحرك المجتمع والناس، رحمةً بالأرواح، فهل يُعقَل أنَّ الإنسان الذي نجا من الموت في الحرب أن يموت من الأوبئة والتسمم؟