IMLebanon

«الزوبعة» ضد التحالف لا تتخطى «الفنجان».. السياسي

منذ إعلان المملكة العربية السعودية عن التحالف الاسلامي لمواجهة الارهاب وإنضمام لبنان إليه، ثارت زوابع من ردود الفعل الداخلية ولا سيما من «حزب الله» المستنكرة لهذا التحالف تحت مسميات عدة ، منها عدم التنسيق مع لبنان الرسمي في إنضمامه إليه، ومنها إتهام المملكة نفسها بالارهاب، ما إستدعى في المقابل ردودا مضادة أبرزها من كتلة «المستقبل« والسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري الذي أسف في بيان أمس، «لتعجل بعض الجهات في انتقاد التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب، وسوء فهم أهدافه عبر الغوص في تحليلات ورسم سيناريوات افتراضية بعيدة عن الواقع». 

هذا السجال الحاصل يدعو للبحث عن أهمية التحالف على الصعيد العربي واللبناني، وأسباب الحملة الداخلية عليه، وفي هذا الاطار يوضح عضو كتلة «المستقبل« النائب عمار حوري لـ»المستقبل» أن «اعتراض حزب الله على هذا التحالف في غير محله، وهو اعتراض سياسي موجه ضد المملكة وضد تحالف الإعتدال»، ويوافقه الرأي عضو الكتلة النائب أمين وهبي معتبرا أن «التحالف يجند أكثرية الدول الاسلامية عالميا، للإنتصار لمبدأ الاعتدال وهو يكمل ما بدأ به الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز الذي أطلق حوار الاديان»، كما يرى عضو الكتلة النائب خالد زهرمان أن «حزب الله لديه أزمة مستعصية مع كل ما يخص المملكة ويصدر عنها، وهذا أمر مرفوض ومستغرب خصوصا أن الحزب من خلال القتال في سوريا تخطى الدستور والاجماع اللبناني بحجة محاربة الارهاب». أما عضو «اللقاء الديمقراطي« النائب نعمة طعمة فيلفت الى أن «الحملات التي تتعرض لها المملكة لها خلفية سياسية تنم عن أحقاد دفينة»، ويوافقه الرأي الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون معتبرا أن «الدور القيادي للمملكة ظهر في المنطقة في عدة أوجه آخرها في التحالف الاسلامي لمحاربة داعش، خصوصا أن التحالف الدولي لم يوصل إلى نتيجة والتدخل الروسي هدفه حماية نظام بشار الاسد». 

إذن، هناك رسائل عدة تريد المملكة إيصالها عبر إنشاء هذا التحالف، وهذا ما يوافق عليه حوري بالقول:»التحالف أتى تلبية لمطالبة من شعوب العالم الاسلامي التي عانت وتعاني الارهاب، خصوصا بعد تصوير البعض أن الاسلام هو دين الارهاب والتطرف، علما أن التحالف يقوم على ثلاث ركائز أُولاها التحالف العسكري للدول القادرة على المشاركة والمواجهة الفكرية والاعلامية التي هي برأيي، أهم من المواجهة العسكرية لأنه عبرها يمكن إظهار الاسلام كدين إعتدال، ولذلك ان التحالف هو تحالف خير وسيعود بالايجابية على المسلمين، أما إعتراض حزب الله عليه فهو في غير محله لأنه إعتراض على مواجهة الارهاب الذي نعاني منه وهو إعتراض سياسي موجه ضد المملكة وضد تحالف الاعتدال وقد أتى بيان كتلة المستقبل كرد على بيان حزب الله «. 

ويرى وهبي أن «محاربة الارهاب ليست مهمة جديدة على المملكة، وهي عانت منه من خلال هجمات متعددة على مواطني ومؤسسات المملكة، وأهمية التحالف أنه يجند أكثرية الدول الاسلامية على الصعيد العالمي للإنتصار لمبدأ الاعتدال ويكمل ما بدا به الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز الذي دعا الى حوار الاديان، وبالتالي التحالف يعزز السلم والاستقرار العالمي ويخفف التوتر والعنصرية ضد الاسلام التي تنامت في العالم بعد هجمات باريس الاخيرة، وبالتالي فهو يعيد التوازن إلى العلاقات الدولية ويؤمن الطاقات للتغلب على الإرهاب أما إعتراض حزب الله عليه ، فهو لأنه يخاصم المملكة ويلتزم بالسياسة الايرانية في المنطقة وبالتالي التهجم يأتي إنسجاما مع السياسة الايرانية في المنطقة». 

ويرى زهرمان أن»المجموعات المتطرفة تشوّه صورة الاسلام، ومسؤولية الدول الاسلامية مواجهة هذا الفكر فكريا وعسكريا، ولهذا كان التحالف الذي أعلنت عنه المملكة لمواجهة الارهاب على كل المستويات وأهميته تكمن في جمع الجهود بين الدول لمواجهة الارهاب، خصوصا ان هذه المواجهة يجب أن تستكمل في البحث عن أسباب الارهاب ومعالجتها «.

ويضيف:» حزب الله لديه أزمة مستعصية مع كل ما يخص المملكة وما يصدر عنها أمر مرفوض بالنسبة له ، والمستغرب أن حزب الله الذي تخطى الدستور والقوانين والاجماع اللبناني وذهب للقتال الى جانب النظام السوري تحت عنوان مواجهة الارهاب، وهو يتصرف بعدائية كبيرة جدا تجاه المملكة معتبرا أن انضمام لبنان إلى التحالف يخالف الآليات الدستورية والقانونية اللبنانية، في ما هو ضرب عرض الحائط بهذه الآليات حينما ذهب إلى سوريا». 

ويعتبر طعمة أن «أهمية التحالف أنه يأتي في مرحلة حرجة ودقيقة حيث يتنامى الارهاب في دول العالم»، مثمنا «دور المملكة التي عانت الارهاب بكل أشكاله وهي تتصدى له من أجل نبذه». ويؤكد أن «ما اشار إليه الملك سلمان بن عبدالعزيز من أن الارهاب لا دين ولا طائفة له دليل على ان التحالف هدفه مواجهة الارهاب أينما وجد وأن الاسلام براء منه والحملات التي تتعرض لها المملكة هي على خلفية سياسية، تنم عن أحقاد دفينة من قبل البعض وهي دولة الاعتدال وعلى مسافة واحدة من الجميع، وعلى الاطراف اللبنانية التي تقود هذه الحملات أن تتذكر أن المملكة وقفت دائما إلى جانب لبنان». 

ويلفت بيضون الى أن «التحالف يكمل الدور السعودي ويملأ الفراغ الاقليمي الحاصل، وهذا ما ظهر بداية في عاصفة الحزم ومن ثم عبر التحالف الذي جمع 35 دولة لمحاربة داعش، خصوصا أن التحالف الدولي لم يستطع أن يحقق نتائج ملموسة والتدخل الروسي في سوريا هدفه حماية نظام بشار الاسد، أما إعتراض حزب الله فهو لأنه يعتبر أن إيران هي قائد المنطقة ولا يعنيه تنكره لعروبته أو لإتفاق الطائف ، فالمهم بالنسبة إليه هو أن تبقى إيران تقرر شؤون المنطقة، ولهذا وجدت المملكة ومعها دور أخرى ان عليها التصدي لمثل هذا الدور».