قالها متروبوليت بيروت وتوابعها في يوم القيامة الشرقي.
هي دعوة الى انقاذ لبنان.
وصرخة صادقة تعوّدها اللبنانيون من المتروبوليت الياس عودة.
ونداء من القلب الى القلوب.
والهدف: ثورة بيضاء لانتخاب رئيس جمهورية جديد.
ومن وسط بيروت.
ومن كنيسة القديس جاورجيوس المواجهة للبرلمان.
ومن حيث أيضاً، التقى النواب عشرين مرة، ولم يكتمل النصاب.
ولم ينتخبوا رئيساً للبنان وفق الدستور والأعراف.
هذا الحبر الجليل، يحمل لبنان في القلب والصدر.
يخاف عليه ويقلق على مصيره والكيان.
من أجل ذلك، حثّ النواب على الاعتصام في البرلمان.
وعلى ألاّ يغادروه إلاّ وفي لبنان رئيس للجمهورية يقودها بحكمة وحنكة، ومعه ترف الريادة، وصولجان الحكم.
طبعاً، متروبوليت بيروت وتوابعها، ليس من ٧ ولا من ٨ آذار، ولا من الوسطيين.
انه فقط للبنان الذي هو للجميع، وفوق الجميع.
وفي دوحة المحبة والوفاق والوئام.
رفض المتروبوليت صفات المطران الثائر!
وأحجم عن دور ممارسة لعبة السياسيين.
لأنه له سياسة واحدة، هي سياسة المحبة والتواضع.
من أجل ذلك، تلقف اللبنانيون دعوته بانفتاح.
وفي سبيل لبنان، حث نوابه على الاعتصام في البرلمان.
عشرة أشهر وأكثر، ولبنان يعيش في حالتي الفراغ والشغور.
وحان الوقت ليعيش هذا الوطن، المصلوب كالسيد المسيح، قيامة حقيقية.
انها قيامة وطن ودولة وحياة!
***
عشيّة ذكرى حرب ١٣ نيسان، جاءت صرخة المتروبوليت عودة في محلّها.
قبل أربعين سنة كاد اللبنانيون، أن يخسروا وطنهم، من دون أن يربحوا عودة الوطن الذي خسره الفلسطينيون العام ١٩٤٨.
وعلى مدى أعوام هبّت رياح القوى الدولية على لبنان، ليكون الوطن البديل.
إلاّ أنهم كادوا أن يضيّعوا البلدين في آن.
هل يخسر اللبنانيون جمهوريتهم، بعدما حافظوا عليها أربعين عاما؟
لا، قالها المطران عودة بصلابة.
دعا النواب جميعا، الى انقاذ لبنان قبل فوات الأوان.
هل يبقى اللبنانيون يكرّرون شعارهم الازلي عن الحرب، تنذكر ما تنعاد.
ثمة نواب يدركون أبعاد ما يجرى ويقاطعون الجلسات.
وهناك نواب توّاقون الى وجود رئيس للبلاد.
لماذا لا يلتقي الفريقان، ليتفقا على مخرج ينقذ البلاد، ويصون لبنان من الأذى؟
انها ثورة بيضاء ضد الثورة الحمراء.