IMLebanon

إلى ناخبي «بيروت الثانية» احذروا مفاعيل الورقة البيضاء

 

 

بلغ عدد اللوائح الانتخابية المسجّلة في دائرة بيروت الثانية ١٠ لوائح، منها لأحزاب السلطة، وأخرى للمعارضين جمعت على مضض المرشحين الأضداد والناشطين المنتمين الى اطياف متعدّدة.هذا المشهد المشتّت ترك العديد من الناخبين في حيرة من أمرهم ودفعهم الى التفكير في خيار الاقتراعبورقة بيضاء لأنّه يمثل التعبير الأفضل عن موقفهم السياسي في وجه الطغمة الحاكمة واحزابها. لكن في حقيقة الأمروفي ظلّ الظروف الراهنة،قد يكون التصويت بورقة بيضاء خدمة مجانيّة لهذه الطغمة التي أوصلت البلاد الى الدرك الأسفل.

 

وقدعرّفتالمادة ١٠٣ من قانون الانتخاب رقم ٤٤/٢٠١٧«الورقة البيضاء»على أنّهاقسيمة الاقتراع التي يستلمها الناخب من رئيس قلم الاقتراع ويضعها في صندوق الاقتراع دون أن تتضمّن أي اقتراع للائحة وللأصوات التفضيليّة. وتعدّ الأوراق البيضاء أوراقاً ذات قيمة انتخابية تعبّر عن رأي صاحبها، وهي غير الأوراق الملغاة بسبب أخطاء في عملية الاقتراع، ولذلك فهي تُحتسب ضمن الأصوات المشاركة في العملية الانتخابيّة تحت مسمّى «العدد المعوّل عليه مع الأوراق البيضاء»، أي ضمن المجموع العام للمقترعين، وتلعب بالتالي دوراً أساسيّاً في تحديد نتائج الانتخابات لأنّها تُحتسب في الحاصل الأوّل الذي يسبق إقصاء اللوائح التي لم تنل هذا الحاصل، وفي الحاصل الثاني الذي يحتسب توزيع المقاعد على اللوائح المؤهلة على أساسه.

 

وللتوضيح، يتم احتساب الحاصل الأول من خلال جمع عدد الأوراق الصحيحة مع الأوراق البيضاء – أي «العدد المعوّل عليه مع الأوراق البيضاء»– ثم قسمة المجموع على عدد المقاعد في الدائرة الكبرى. أمّا الحاصل الثاني فيحتسب من خلال طرح مجموع أصوات اللوائح الملغاة – أي التي لم تنل الحاصل الأوّل –من «العدد المعوّل عليه مع الأوراق البيضاء» ثم قسمة النتيجة على عدد المقاعد في الدائرة الكبرى.

 

وبخصوص حملة الأوراق البيضاء التي يروّج البعض لها في الانتخابات القادمة، يجب التنبّه الى مفاعيلها، خصوصاً وأن ارتفاع عدد الأوراق البيضاءيرفع الحاصل الأوّل والحاصل الثاني، ولكنّ الأوراق البيضاء لا تُحتسب في مجموع الأصوات التي تنالها كلّ لائحة، ما ينعكس علىاحتساب عدد المقاعد التي تنالها كلّ لائحة.وبالتالي يمكن الاستنتاج أنّ التصويت بورقة بيضاء يقدّم خدمة مجانيّة لأحزاب السلطة، لأنّها وبسبب التحالفات السياسيّة بينها، ستتمكّن لوائحها من تأمين الحاصلين الاوّل والثاني بالرغم من عدد الأوراق البيضاء، لكنّ اللوائح «المُعارضة» قد لا تتمكّن من الوصول الى الحاصل الانتخابي الأوّل والتأهل بسبب تعدد اللوائح والتشرذم الواقع في صفوفها.

 

وفي ضوء ما تقدّم، ندعو الأهالي الى «التصويت العقابي»، أي الاقتراع من باب النكاية بالطغمة الحاكمة، لخلخلة النتائج التي تتوقعها وتسعى لتحقيقها.