كان لا بد من الإستماع الى النائب نقولا فتوش في مؤتمره الصحافي الذي عقده في مكتبه في زحلة يوم أمس، بعد «فعلته» التي فعلها في قلم النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، واعتدائه بالضرب والسباب والشتائم على موظفة، كل جريمتها أنّها طلبت إليه التريّث قليلاً بانتظار أن تنهي الورقة التي بين يديها…؟!
ثارت ثائرة سعادته… وتجاوز كل حدّ، وتصرّف بما لا يليق بأي إنسان أن يتصرّف، وهو الذي يقدّم نفسه «دكتور في الحقوق»، وأستاذ قانون في أرقى الجامعات… ونائباً عن الأمة ساهراً على حقوق الناس…
كنا نظن، أنّ النائب فتوش سيطل على الرأي العام، وقد ارتكب ما ارتكب، معتذراً عن فعلته تلك، التي أثارت نقمة واستياء، بل إدانة غير مسبوقة من الرأي العام اللبناني، والخارجي… لكن «سعادته» خيّب ظنون الجميع، فأطل على الإعلام، غير آبه بالقول المأثور: «وإذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا…».
من أسف، أنّ فتوش تجاوز كل حدود اللباقة وحقوق الغير، وخلط «الحابل بالنابل»، وأعطى لنفسه حقوقاً ليست من حقه، لا كنائب، ولا كمحامٍ، ولا كمواطن، فداس كل القِيَم، وعبر فوق العادات والتقاليد واحترام كل آخر… وراح يستحضر كل من يخالفه الرأي ليغطي فعلته المشينة ويعطيها طابعاً سياسياً.. ويزج بوزير العدل اللواء أشرف ريفي الذي سجّل سابقة، ولا أرقى، عندما زار قصر العدل والتقى الموظفة واستمع إليها… الأمر الذي أثار فتوش وكأنّه لا يحق للوزير ريفي أن يسأل ويسهر على شؤون الموظفين، الذين هم مواطنون، ولهم حقوق وعليهم واجبات، قبل أن يكونوا موظفين.
يستند فتوش إلى صورة جمعت وزير السياحة ميشال فرعون، ووزير العدل أشرف ريفي في حفل افتتاح مجمع سياحي في طرابلس… ليستخلص منها «انحياز ولا حيادية» ريفي الذي هو ابن طرابلس، ومن واجبه حضور هذا الحدث، فأين الجريمة؟ وليس صحيحاً أنّ ريفي «تدخل لدى القضاء والقضاة في شكل سافر..» إلاّ إذا أردت يا سعادة النائب أن تحوّل «الابيض أسود… والأسود أبيض…».
يا سعادة النائب، أنت محامٍ، وأنت كنت وزيراً سابقاً، فهل هذا يعطيك الحق في أن تشهّر بالناس، وإن كنت موكلاً عن حرم الوزير فرعون، والقضاء لم يقل كلمته بعد…؟! فمَن أعطاك حق التشهير والتطاول..
للوزير فرعون حياته الخاصة… وهو وحده المعني بشؤون عائلته فليس من حقك أن تشهر بأحد.. لا سيما وأنّ الوزير فرعون لم يقترب منك، ولم يضايقك في شيء، ولم يتطاول عليك، لا من قريب ولا من بعيد، لا في السر ولا في العلن، فلماذا كل هذا الإنفلات يا نقولا فتوش، «الأعزب»، ولا أحد يعرف سبب عزوبيتك، رغم كل ما يُشاع ويُقال…؟!
إنّ من حق وزير العدل، ومن حق وزير السياحة، ومن حق أي كان أن يكون حيث يريد… لكن ليس من حقك كل هذا الجنوح، ولا يليق بك كل هذا «الغضب» الإستفزازي، بسبب حادثة لا تستحق منك سوى أن تقدّم اعتذاراً..
فرحم الله من قال: «اللي استحوا ماتوا…» و«رحم الله امرأً عرف حدّه فوقف عنده..»