هل يختار الناخب المسيحي في عكار مرشحه لمقعدي الارثوذكسي والماروني؟
من يختار المرشحين المسيحيين في محافظة عكار؟
هذه التساؤلات تطرح همسا على الساحة العكارية، التي يجد فيها الناخب المسيحي مهمشا ولا رأي له في اختيار مرشحيه. فالكلمة الفصل في اختيار المرشحين المسيحيين منذ عدة سنوات يعود للتيار الذي احتكر المقاعد النيابية منذ 2005 والى اليوم. وادار اللعبة الانتخابية وفق مزاجه السياسي وبما يخدم مشروعه في الامساك بالقرار السياسي في المنطقة.
يقول متابع سياسي عكاري ان ادارة التيار الازرق للعبة الانتخابية في عكار ناتج كون الكتلة الانتخابية الاسلامية تشكل قرابة الـ 65 الى 70% من العدد الاجمالي للناخبين العكاريين، الامر الذي مكنه من السيطرة على الكتلة المسيحية الناخبة الموزعة بين الارثوذكس بالدرجة الاولى بعد السنة والموارنة. مما ادى الى تهميش الصوت المسيحي في الانتخابات النيابية في عكار. وبالتالي لا يستطيع اي مرشح مسيحي خوض الانتخابات دون رضى تيار المستقبل الذي استأثر بالمقاعد المسيحية له في المنطقة وذلك حسب مرجع قيادي مسيحي متابع. واخطر من ذلك حسب رأي المرجع ان احد الاقتراحات نص على الحاق الضنية ـ المنية بعكار في دائرة انتخابية واحدة. بحيث يصبح الوجود المسيحي محاطا ببحر من المسلمين السنة الى درجة ان اي مرشح للمقعد الارثوذكسي لا يستطيع خوض المعركة الانتخابية بمعزل عن التيارات الاسلامية كتيار المستقبل.
يشير المصدر الى غضب في الوسط المسيحي حيال التيار الازرق الذي يختار لهم مرشحين لا يتمتعون بحيثية شعبية في الوسط المسيحي وخصوصا والعكاري عموما، ولاحظ انه همش الارادة المسيحية التي غالبا كانت بجانب مرشحين مسيحيين لهم حيثية واسعة في بيئتهم المسيحية، ويمكن ان يشكلوا حيزا سياسيا في المنطقة.
بل كان يفترض حسب المرجع ترك الخيار لمرجعيات وقيادات مسيحية في ان تختار المرشح الاوسع شعبية والاكثر حيثية بدلا من الذين اختارهم ولم يتمكنوا من تكوين حالة شعبية لهم خاصة في بيئات لهم. حيث وضع التيار الازرق مقياسا في خياراته درجة الولاء له والالتزام بسياسة التيار قبل اي شرط اخر وقد انعكس ذلك على امتعاض يتفاقم في البيئة المسيحية التي باتت تفتقد الى صوت يحكي اوجاعها. خاصة في منطقة لا تزال معروفة انها من الاطراف وقد عانى المسيحيون فيها من حكومات العهود المتوالية الكثير من الاجحاف بحقهم حتى اطلق عليهم مسمى مسيحيو الاطراف الذين لم ينالوا من الجبنة الكبرى الا الفتات. فنالوا حرمانا يضاف الى حرمان المنطقة برمتها.
يسأل المرجع هل من المعقول ان يختار رئيس التيار الازرق المرشح الماروني والارثوذكسي في عكار، وهل يحق له فرض المرشح المسيحي في المنطقة. خاصة في ظل تنامي الحالة العونية الواسعة الانتشار في البيئة المسيحية وقد تنامت هذه الحالة اثر التفاهم المسيحي ـ المسيحي في معراب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بما لهم من تمثيل في البيئة المسيحية دون ان نغفل المسيحي المستقل والذي لا يجد ممثلا له سوى الذي يفرض عليه. واذا ما شاء التغيير يقف عاجزا امام هيمنة الازرق في المنطقة التي تدير دفة الانتخابات وفق مصالح التيار.
فهل ستكون الانتخابات النيابية النقبلة منصفة وفرصة كي يختار الصوت المسيحي ممثله بارادة حرة غير متأثرة بهيمنة احد؟..