Site icon IMLebanon

مَن يُقنع السعودية بخيار «الجنرال»؟

الحريري مشغول بأعماله.. وعون يراكم التفاؤل

مَن يُقنع السعودية بخيار «الجنرال»؟

وزراء «الإصلاح والتغيير» الثلاثة.. هل يمتنعون عن توقيع مرسوم تعيين رئيس الأركان؟

لن يكون بمقدور الرئيس سعد الحريري تمرير اسم العماد ميشال عون إلى القيادة السعودية لنيل بركتها. الأمر يتجاوز قدرته، حتى لو كان متحمساً أو يفكر بالأمر. ثمة أمور أقل من خيار كهذا، لم يكن بمقدوره مفاتحة السعوديين بها، ولولا الحماسة الغربية لزعيم «المردة» سليمان فرنجية، لما كان بمقدوره أن يتبنّى ترشيحه بعد أن تبنته «المملكة» أولاً.

أما انشغال كل من «تيار المستقبل» و «التيار الوطني الحر» في جدل عقيم، حول أبعاد خطوة الحريري باستفتاء كتلته النيابية سياسياً حول إمكان تبني ترشيح العماد عون إلى رئاسة الجمهورية، فهو لا يغير في أصل الموضوع. «الجنرال» ماضٍ في ترشيحه، والحريري لا يملك حتى الآن سوى خيار فرنجية، إلا إذا جاءه من يبلغه بتسوية على رئيس توافقي من صنع الإرادة الدولية والإقليمية، الخيار غير المتاح حتى الآن.

هذا يعني أن كل ما يجري رئاسياً لا يتعدى عملية تقطيع الوقت في انتظار انقشاع صورة الصراع الاقليمي، لعل أطرافه تفرج عن عدد من التسويات، ومن ضمنها التسوية اللبنانية التي لن تكون سوى سلة من ضمنها رئاسة الجمهورية.

ووفق أوساط سياسية متابعة، وبرغم الانتكاسة الرئاسية، لم ينقطع التواصل بين رئيس «التيار الحر» الوزير جبران باسيل ونادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، علماً أن أحد اللقاءات بينهما «تمحور حول الطريقة التي بامكان الرئيس الحريري أن يقنع عبرها القيادة السعودية بخيار عون الرئاسي».

وطالما أن سقف اللقاءات لم يتجاوز هذه النقطة، فإن السؤال يتمحور حول سرّ التفاؤل في الرابية بحتمية تبني «المستقبل» انتخابه «في نهاية المطاف»، فتجيب الاوساط نفسها ان هذا التفاؤل ينطلق من الاستنتاجات التالية:

ـ استعداد الحريري للعب دور لمحاولة إقناع الرياض بانتخاب عون.

ـ دعوة السفير السعودي لدى لبنان علي عواض العسيري العماد عون الى عشاء اليرزة الشهير.

ـ ثقة العونيين غير المحدودة بتراجع أسهم سليمان فرنجية.

ـ تطورات الشمال السوري وما يُحكى عن انعطافة تركية ستجد ترجماتها في حلب قريباً.

ـ ضغط المهل المرتبطة بالانتخابات النيابية والتي يعمل «التيار الوطني الحر» على توظيفها لمصلحته.

ـ الاعتكاف الحكومي وتداعياته على مستقبل حكومة تمام سلام.

وباعتقاد عونيين أن الحريري «ما كان ليقبل بالتفاوض وتبادل الأفكار والعودة الى نقاش الضمانات، لولا حصوله على ضوء أخضر سعودي مبدئياً».

إلا أن الاوساط المتابعة تجزم «بأن الامور مجمدة حالياً، والحريري منهمك بقضاياه الخاصة أكثر من القضايا السياسية، كما أن سليمان فرنجية يتصرف على قاعدة أن وصوله الى القصر الجمهوري يحتاج فقط الى نزوله وكتلته الى جلسة الانتخاب من دون «كتلة الوفاء» و «تكتل التغيير»، ولكنه لن يقدم على خطوة كهذه الا بالتنسيق مع حلفائه في قوى 8 آذار، وخصوصا «حزب الله».

وترى الأوساط نفسها أن «موجات التفاؤل التي تخرج من الرابية لا تفسير لها سوى تثبيت التواصل بين باسيل والحريري، لكن ليس بالضرورة أن تؤدي الى نتيجة، لأن المفاوضات المباشرة بين عون والرئيس الحريري حصلت قبل سنتين، ولم يكن هناك اشتباك إقليمي محتدم كما هو حالياً، ووصلت الأمور الى مرحلة الحديث عن رئاسة الحكومة والحصص الوزارية والضمانات المطلوبة… وكانت النتيجة صفراً، حتى أن عون لم يتمكّن من مجرد الحصول على جائزة ترضية تتمثل بترقية العميد شامل روكز الى رتبة لواء لإبقاء حظوظه قائمة في تولي قيادة الجيش، فكيف الحال، مع الاشتباك السعودي ـ الإيراني في كل ساحات المنطقة؟».

تعتبر الأوساط أنه «ليس من الخطأ بث أجواء التفاؤل لإبقاء خيط رفيع من الأمل، بأن الأزمة السياسية قابلة للحل، ولو أن ذلك غير وارد في المدى القريب».