هذا القول محق لسبب بسيط لأنّ الرئيس نبيه بري أصبح اليوم أكثر من ضرورة لأمن لبنان واستقراره.
لو نظرنا الى معظم الزعماء اللبنانيين الموجودين في لبنان لرأينا أنّ مصالحهم تعلو على مصلحة الوطن.. فعلى سبيل المثال لا الحصر الجنرال المتقاعد ميشال عون يعلم علم اليقين أنّه لن يصل الى منصب الرئاسة لسبب بسيط هو أنّ المعادلة البسيطة في لبنان أنّ الرئيس يجب أن يأتي من ضمن اتفاق بين 14 و8 آذار… أي أن يكون رجلاً وسطياً ليس محسوباً على فريق… وهذا التوافق تم منذ تأسيس لبنان على وجه العموم.
وفي الوقت الذي يدعو الجنرال الى التظاهر والاعتصامات ويدعمه بطريقة أو بأخرى «حزب الله»، في هذا الوقت نرى الرئيس نبيه بري يدعو الى طاولة الحوار، السؤال الكبير لماذا طاولة الحوار؟
والجواب بكل بساطة أنّ الرئيس بري يريد أن يسحب الأزمة من الشارع وينقلها الى طاولة الحوار، وهذا هو الحل الوحيد ضمن الظروف التي نعيشها، ومَن عنده حل بديل فليتقدم به… هل البديل القمصان السود أو الصدور العارية وقد شاهدنا إنجازاتهم تخريباً وترهيباً في الشارع؟ أو الحل هو في فرض «الممر الإلزامي» على اللبنانيين؟!.
كذلك في الوقت الذي يدعو الجنرال الى انتخابات للرئيس من الشعب وهذا مستحيل وبحاجة الى تعديل الدستور يدعو الرئيس بري الى طاولة حوار تضم الجميع للاتفاق على بنود أساسية في طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية.
إنّ ما نسجله على الجنرال وجماعته علينا ألاّ نعمّمه فنشمل جميع الذين يعترضون اليوم على الأوضاع الاقتصادية الصعبة وعلى انقطاع الكهرباء وعلى تراكم النفايات، وعلى انقطاع المياه(…) وسواها من الملفات المعيشية.
لذلك نقول في الوقت الذي يدعو الجنرال الى النزول الى الشارع وهو يعلم أنّه لن يصل الى أي نتيجة إلاّ زيادة في تأزيم الوضع الاقتصادي والمشاكل الامنية التي نحن بغنى عنها(…) في هذا الوقت بالذات يدعو الرئيس بري الى طاولة الحوار.
ولنتذكر أنّ بري عقد طاولة الحوار في العام 2006… ثم عقد أخيراً طاولة حوار بين «تيار المستقبل» و»حزب الله» وعلينا أن نعترف بأنه صحيح أنّ هذا الحوار لم يصل الى النتائج المرجوة ولكنه استطاع أن يخمد نار الفتنة المذهبية والطائفية ويحاول أيضاً أن يخفف من الأزمات الأمنية التي تجابه لبنان يومياً لا بل على مدار الساعة.
وأقول بصراحة ووضوح إنّه من حظ اللبنانيين أنّه لا تزال توجد في لبنان قلة من العقلاء الذين يحاولون أن يساعدوا البلد على اجتياز هذه الأوضاع الصعبة.
لذلك نرحب بمبادرة دولته الحوارية لأنها تنطلق من مسؤول كبير يهمّه بلده وهو الخائف عليه في هذه الظروف الدقيقة.
عوني الكعكي