IMLebanon

«من يحكم سوريا»؟

 

قرار وقف إطلاق النار في كل الأراضي السورية الذي اتخذه مجلس الأمن بعد شهر ونصف الشهر حصل الاتفاق الذي تقدمت به دولة الكويت ودولة السويد بعد عدة مشاريع لوقف إطلاق النار كانت قد قدّمت الى المجلس ولكنها كلها فشلت بسبب الڤيتو الروسي.

 

أمّا بالنسبة للقرار الأخير فجاءت الموافقة بعد ضغط دولي كبير مارسه الرئيس الاميركي دونالد ترامب على الرئيس الروسي “القيصر” فلاديمير بوتين بالإضافة الى رسالة وجهها رئيس جمهورية فرنسا ماكرون ومستشارة ألمانيا ميركل… الرسالة كانت بخط اليد الى الرئيس بوتين تضمّنت الطلب بالموافقة على وقف إطلاق النار وعدم استعمال حق الڤيتو الروسي.

كل هذه الجهود السياسية العالمية من أجل الحصول على قرار لوقف إطلاق النار سببها المجازر التي يرتكبها النظام السوري المجرم بحق الشعب السوري لا سيما في “الغوطة”… والغوطة تعني ضاحية من ضواحي العاصمة السورية دمشق.

هذه المجازر ما كان للعالم وللضمير العالمي أن يتحمّلها وأن يقف متفرّجاً على 400 ألف مواطن محاصرين يقتلون على مدار الساعة بالقصف المدفعي والطيران الذي لا تتوقف غاراته على هذا الشعب المسكين.

بالرغم من القرار الدولي جاء تصريح للجنرال محمد باقري رئيس أركان الجيش الايراني الذي أعلن أنّ القوات العسكرية الايرانية وقوات النظام السوري المجرم ترفضان وقف إطلاق النار بحجة أنّ القوات الايرانية والنظام السوري المجرم يحاربان الإرهاب.

إنطلاقاً من تصريح رئيس الأركان الايراني هناك عدة أسئلة:

ما علاقة إيران بالحرب الأهلية السورية؟ وأين سيادة الدولة السورية؟ وهل أصبح الفرس هم حكام سوريا؟ وأين ما يسمّى بالنظام السوري؟ وأين المجرم المسمّى بشار الأسد؟ وهل يسمح هذا الرئيس للفرس أن يكونوا هم أصحاب القرار والرأي في سوريا؟!

فعلاً أصبحت سوريا بفضل هذا الرئيس المجرم تحت حكم الفرس وأصبح هو كما يقول المثل الشعبي “شرابة خرج”.

منذ فترة قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “القيصر” بزيارة الى سوريا وبدل أن يأتي الى العاصمة دمشق ذهب الى قاعدة “حميميم” وأمر ما يسمّى الرئيس السوري أن يأتي الى “حميميم”، ويومها وزّع ڤيديو أظهر كيف منعت قوات الشرطة الروسية الرئيس الأسد من الإقتراب من الرئيس بوتين، وبقي بعيداً وكأنه شخص غير مرغوب فيه، والمعاملة التي عاملوه بها تؤكد أنّ بشار لم يعد رئيساً.

ولو عدنا الى الدور الايراني الذي تلعبه إيران الفارسية منذ بداية الثورة السورية قبل سبع سنوات يتبيّـن لنا أنّ الرئيس السوري تخلّى عن صلاحياته وعن كرامته وعن وطنيته من أجل البقاء على كرسي الرئاسة حتى لو كان ذلك صورياً.

إذ كيف يقبل رئيس أي دولة في العالم عنده الحد الأدنى من الكرامة واحترام النفس واحترام القسم الذي حلفه يوم تسلّم الرئاسة أن يتصرّف كما يتصرّف بشار؟!.

أخيراً، لقد تحوّلت سوريا في أيام المجرم الى دويلات يحكم كل جزء منها دولة ابتداءً من إيران الى تركيا الى روسيا الى أميركا ولا نعلم كيف ستعود سوريا ومتى الى أهلها؟!

ونؤكد أنّ كل هذه الاحتلالات لا يمكن أن تدوم وستعود سوريا الى أهلها.

عوني الكعكي