Site icon IMLebanon

من يحكم سوريا؟

سؤال يطرحه كثير من الناس خصوصاً أنّ العالم يعرف أنّه لولا مجيء الجيش الروسي بعد استجداء من قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني وزيارتين الى موسكو وعقد صفقات لشراء سلاح روسي بالمليارات لما استجابت روسيا، والحقيقة هنا أنّ هناك سببين للاستجابة الروسية:

أولاً: بعدما خسرت روسيا مصر عام 1973 وبعد خروج مصر من المواجهة مع إسرائيل أي منذ «اتفاق كامب دايڤيد» وعقد الصلح مع إسرائيل الذي يعني تحييد الجيش المصري.

ثم في عام 2003 يوم غزت أميركا العراق وحلّت الجيش العراقي في أوّل قرار عجيب غريب في التاريخ، إذ لم يسبق أن حصل في العالم مثيل لهكذا قرار، علماً أنّ حل الجيش العراقي يعني تسريح مليون ضابط وعسكري ورميهم في الشارع، وهكذا خسرت روسيا العراق.

لم تنتهِ الأمور عند مصر والعراق بل انتقلت الى ليبيا مع «الربيع العربي» حيث دخلت أميركا والحلف الاطلسي وخسرت روسيا السوق الثالثة ألا وهي ليبيا.

لذلك لم يبقَ في الشرق الأوسط إلاّ سوريا ومن هنا جاء القرار الروسي بدخول الحرب السورية.

ثانياً: كما ذكرنا عقد اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني معاهدات شراء أسلحة بكميات كبيرة بمليارات الدولارات…

نعود الى السؤال الاساسي: مَن يحكم سوريا؟

سنرى أنّ الحاكم الفعلي في سوريا هو الجيش الروسي، وكما هو معلوم فإنّ النظام السوري وما يسمّى من بقايا الجيش السوري، إذ لم يبقَ في سوريا جيش بل توجد ميليشيا طائفية علوية وبقايا ضباط علويين من الجيش، بالإضافة الى «حزب الله» الذي تدخل في سوريا بأوامر من آية الله خامنئي، طبعاً ومن ممثله قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني، والمعروف أنّ إيران تدفع ملياري دولار سنوياً ثمن صواريخ وأسلحة ورواتب لـ»حزب الله» وقد أعلن ذلك السيّد نصرالله في خطاب علناً إذ قال إننا لا نتعامل مع المصارف أو البنوك اللبنانية لا من قريب ولا من بعيد لأنّ أموالنا تأتي من إيران.

لذلك للذين يقولون إنّ الرئيس بشار الأسد بدأ يستعيد سوريا نقول لهم إنّه لم يعد يملك شيئاً بل انّ الذي يقتل الشعب السوري ويدمّر سوريا هم الروس والإيرانيون و»حزب الله» اللبناني فقط من أجل بقاء الاسد الذي ليس له أي دور أو أي قيمة أو أي وجود، ووجوده فقط تغطية لمشروع الهلال الشيعي ومشروع ولاية الفقيه في المنطقة.

من ناحية ثانية، يقولون إنّ الانتخابات التي أجريت في سوريا (العام 2014) وتم انتخاب بشار الاسد فيها رئيساً لمدة 7 سنوات جديدة نقول لهؤلاء كيف يمكن أن تكون هناك انتخابات ونصف الشعب السوري مهجر… نعم هناك 11 مليون مهجر سوري، هذا أولاً، وثانياً أين الانتخابات الديموقراطية الحرة بوجود الميليشيات العلوية والشيعية؟ وهل يمكن إجراء انتخاب في مثل هذه الأجواء؟

كفى تزويراً للحقائق… ونختصر لنقول إنّ ما يجري في سوريا اليوم هو مؤامرة دولية بهدف وحيد هو تدمير سوريا لمصلحة العدو الاسرائيلي.