اذا كان ظاهر الامور يشير الى ان علاقة رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط بالرئيس سعد الحريري يسودها الود والتناغم حيال الاستحقاق الرئاسي وملفات اخرى، الا ان باطنها يؤكد على نشوب صراع مرير بين الطرفين وساحته اقليم الخروب، وفق الاوساط المواكبة للمجريات، وان تباشير الخصومة بين جنبلاط و«المستقبل» برزت بشكل حاد وواضح في ملف النفايات لجهة تحديد المطامر في برج حمود و«الكوستابرافا» وتحييد الاقليم لا حبا به بل نتيجة للصراع بين «الاشتراكي» والتيار الازرق، حيث تنافس الفريقان حول المنافع التي تدرها النفايات وحاول كل منهما سحب البساط نحوه لقطف الثمار الا ان حساب الحقل لم يطابق حساب بيدر الفريقين.
وتضيف الاوساط ان جنبلاط يتهم الحريري بخوض حرب ضده عن طريق النائب محمد الحجار حيث استفاد «تيار المستقبل» من اهمال «ابو تيمور» لاقليم الخروب وبروزه كزعيم درزي يحصر همه في تأمين مصلحة طائفته على الرغم من ان الاقليم خاصرة المختارة ورافعتها التاريخية فالعائلات الكبيرة التي كانت تدعم الراحل كمال جنبلاط وورثها نجله عنه في الاقليم شاخت مرجعياتها المحلية وكانت تحسم نتائج الانتخابات لصالح الجنبلاطية وخصوصا بلدتي شحيم وبرجا، ليحل مكانها جيل جديد يتوزع على «تيار المستقبل» و«الجماعة الاسلامية»، بالاضافة الى غياب المد الناصري، ما اضعف جنبلاط على صعيد الاقليم الذي يؤمن 45 الف ناخب ويشكل بيضة القبان في الاستحقاق النيابي.
وتشير الاوساط الى ان الخلاف بين الحريري وجنبلاط مالي بامتياز ومحوره الخط الساحلي بين وادي الزينة والدامور ومن يمسك الساحل يمسك الاقليم وجهاد العرب يقبض على هذا الخط حيث اخرج جنبلاط من المنطقة وبقي معمل سبلين الذي يستغله الحريري للتحريض على الزعيم الدرزي لما يلحق اضرارا ببيئة الاقليم، وقد حاولت ادارة المعمل اطلاق نشاطات رياضية للتعويض على الاضرار الا ان «تيار المستقبل» منعها من القيام بذلك وبالعودة الى الصراع حول النفايات كان الاقتراح الاول طمرها في كسارة يملكها جنبلاط في سبلين وتح الموافقة عليها من الحكومة الا ان التيار الازرق تدخل وشن حملة شرسة على جنبلاط فتراجع عن الموضوع ولذلك يؤكد سيد المختارة ان لا مطمر في الاقليم مهما كلف الامر بعدما تفاجأ بالعمل لاقامة مطمر في «كسارة كجك» العائدة ملكيتها لجهاد العرب واعطائه الكنس والجمع فشن حملة عبر النائب علاء الدين ترو على الحريري مبلغا اياه ان لا مزاح في القصة.
وتقول الاوساط ان الحريري حاول ترتيب الوضع وعقد اجتماع عاصف بين جنبلاط والعرب لم يؤد الى اية نتيجة ولذلك لم يبت مجلس الوزراء مطمر «كسارة كجك» بانتظار حل الامور بين الحريري وجنبلاط وتم توزيع نفايات الشوف وعاليه والاقليم على مطامر الناعمة و«الكوستابرافا» وبرج حمود والسؤال المطروح: لماذا يشرب رئيس الحكومة تمام سلام حليب السباع حيال مطمري الكوستابرافا وبرج حمود ويلوح باستعمال القوة فهل لان المير طلال ارسلان والطاشناق مسالمان ويتم التنازل امام الحريري وجنبلاط علما ان الاخير متضايق جدا من محاربة الحريري للاتفاق الذي تم بينه وبين احد النافذين لتلزيم بعض المشاريع في الشوف واقليم الخروب وتحديدا في موضوع الكهرباء حيث منع «المستقبل» اي عمل لشركة «النافذ» في الاقليم وتحديدا جباة الكهرباء واصرار الحريري على جهاد العرب في كل المشاريع، وهذا الامر يعكس صراعا سعوديا – سعوديا على الساحة السنية وخصوصا في الاقليم،.فالحريري لا ينسى انحياز جنبلاط الى «حزب الله» في اسقاط حكومته والمجيء بالرئىس نجيب ميقاتي ويومها هدّد الحريري بأن الانتخابات قادمة وسنرى من يربح في الاقليم ملوحا بالتحالف مع «القوات اللبنانية» وخوض معركة كسر عظم في الشوف ضد جنبلاط.