IMLebanon

من يؤوي «الجماعة» في حال تخلّي «المستقبل» عنها؟

 

«أولويتنا في التحالفات الانتخابية المقبلة تصب لمصلحة تيار المستقبل بعد الساحة الإسلامية». هكذا كان خطاب قيادة «الجماعة الإسلامية» قبل عام. فما الذي تغير؟ في الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2009، استجابت الجماعة لرغبة «المستقبل» بعدم ترشيح ممثلين عنها في جميع الدوائر وتجيير أصوات قاعدتها للوائح الزرقاء مقابل منحها نائباً أوحد في المجلس النيابي؛ عماد الحوت الذي فاز ببركة «زي ما هيي».

 

في السنوات الأخيرة، أعلنت «الجماعة» أنها لن تكرر التجربة. في حديث إلى «الأخبار»، أكد نائب رئيس مكتبها السياسي بسام حمود أنها «أنجزت الاستعدادات التامة لإجراء الانتخابات، وهي سترشح ممثلين عنها في معظم الدوائر». ماذا عن المقعد السني في دائرة الجنوب الثالثة (حاصبيا ــ مرجعيون ــ النبطية ــ بنت جبيل)؟ «الجماعة سيكون لها مرشح من حيث المبدأ» قال حمود. داخلياً، بات أهل «الجماعة» يعرفون مرشحيهم. في مطلع شباط المقبل، يعتزم الأمين العام عزام الأيوبي الكشف عنهم في مؤتمر صحافي وعن برنامجهم الانتخابي، علماً بأن فرعها العكاري أعلن هوية مرشحها عن المقعد السني في عكار منذ حوالى أسبوعين وهو رجل الأعمال محمد شديد، وأطلقت ماكيناتها الانتخابية تحت شعار «نهضة وطن». بند رئيسي في البرنامج، «سيكون العفو العام عن السجناء بشرط أن يشمل الموقوفين الإسلاميين من دون استثناء» وفق مصادر في الجماعة.

 

مر قطوع اختيار المرشحين بين أهل «الجماعة» وبقي تركيب التحالفات

 

مر قطوع اختيار المرشحين بين أهل «الجماعة»، وبقي تركيب التحالفات. يقول حمود: «ليس هنالك أي شيء محسوم بالتحالفات مع الجميع حتى الآن»، مشيراً إلى اعتماد القيادة خيار اللامركزية لفروعها في المناطق، في إدارة الانتخابات والتحالفات. في هذا الإطار، سجل تواصل ملحوظ لقيادات الجماعة في المناطق مع كل الأطراف. مساء الجمعة، عممت الجماعة خبر استقبال الرئيس الحريري للنائب الحوت في بيت الوسط. ونقلت عن الأخير قوله بعد الزيارة: «تطرقنا إلى موضوع الانتخابات وتبادلنا وجهات النظر حوله واستعرضنا فرص العمل المشترك أو إمكان أن يكون هناك تنسيق أو تعاون بيننا». لكن «إخوان» لبنان لا ينتظرون قرار الحريري. «طبعاً الحوت مرشح» جزم حمود. في المقابل، فتحت الأبواب لمن يشبه أهل «الجماعة» ومن لا يشبههم في إطار استشراف تحالف انتخابي مناسب. صيدا التي تتمثل «الجماعة» بثلاثة أعضاء في مجلسها البلدي ويقدر حجم قاعدتها فيها بحوالى ثلاثة آلاف صوت، تشهد تحركات لافتة. يوم الجمعة الفائت، زارها رئيس بلدية صيدا السابق (المرشح المتوقع عن أحد المقعدين السنيين في دائرة صيدا ــ جزين) عبد الرحمن البزري. في استقباله، كان حمود ومسؤول لجنتها الانتخابية في الجنوب أحمد الجردلي والعضو الممثل لها في البلدية حسن الشماس. في البيان الذي وزع عقب الزيارة، ورد أن اللقاء «تداول في الشؤون الصيداوية السياسية والمعيشية والإنمائية والبيئية والاجتماعية وسبل تحريك عجلة الاقتصاد وإيجاد الحلول الناجعة لأزمة معمل فرز النفايات والاستحقاق الانتخابي في ظل القانون الجديد». وصرّح البزري بعد اللقاء بأن الاجتماع «ركّز على الأوضاع السياسية في ظل التجاذبات والتناقضات بين بعض القوى على الساحة وانعكاسها على الاستحقاقات السياسية بما فيها الانتخابات النيابية». لقاء الخصمين السابقين، لم يثر جدلاً صيداوياً بقدر استقبال المرشح القواتي عن المقعد الكاثوليكي في جزين عجاج حداد. على مواقع التواصل الاجتماعي، طالت «الجماعة» انتقادات لاذعة بسبب استضافة القوات التي تحفر سلباً في الذاكرة الصيداوية بسبب أحداث شرقي صيدا. بعد استقبال حداد والبزري، زار حمود على رأس وفد مدينة جزين، قاصداً النائب العوني زياد أسود والوزير السابق إدمون رزق ونجله المرشح أمين. يرد حمود «الحراك الذي تقوم به الجماعة يعود الى قرارها المركزي بالتواصل مع كل الأطراف والانفتاح على كل الشرائح في المجتمع. وهذه الزيارات حتى الآن هي لتبادل الآراء ومناقشة الشأن الانتخابي ولم تصل إلى حد التفاهم والتحالف مع أي من الأطراف والقوى والشخصيات».

انفتاح «الجماعة» على الجميع يعزز الشائعات التي تحدثت عن فك ارتباط بينها وبين «المستقبل». تبرر جهات مستقبلية الاستغناء عن الجماعة بأنهم «في موقع ضعف يحتاجون إلى التحالف مع الأقوياء من جهة، وأن الجماعة تريد توسيع حصتها من نائب إلى أكثر من جهة أخرى». فيما تبرر مصادر في الجماعة أن سبب استغناء الرئيس سعد الحريري عنها «بطلب من مصر، سنده القوي الحالي بعد سلوك السعودية تجاهه، وطلبت ألا يتحالف مع الإخوان في الانتخابات المقبلة». تعليقاً على «ما يشاع عن ضغوط خارجية على هذا التيار أو ذاك لعدم التحالف معنا، فإننا لم نتبلغ رسمياً ذلك وإن كنا لا نستبعدها». فهل يشكل اللواء أشرف ريفي الحضن البديل من «المستقبل» إذا استغنى عنها؟ يرى حمود أن ريفي «يمثل شريحة سياسية وشعبية وخاصة في طرابلس وحكمه حكم كل القوى السياسية».