الرئاسة اللبنانية تحت الضوء منذ نهاية الاسبوع الماضي، من تمنيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله الرئيس سعد الحريري أمس الأحد، بانتخاب رئيس للبنان، الى تفاؤل وزير الخارجية الأميركية جون كيري للبطريرك الراعي عبر المطران بولس مطر، والوزير وديع الخازن، في باريس بامكان اجراء انتخابات رئاسية قريباً، الى دعوة السفير الأميركي ديفيد هيل بعد لقائه وزير الداخلية نهاد المشنوق، المكونات اللبنانية الى الاعتماد على النفس في الاستحقاق الرئاسي.
وهذا الأسبوع، الاستحقاق على موعد مع الجلسة العشرين بعد غد الاربعاء، والتي لن تكون غير سابقاتها، أي بلا نصاب وبالتالي بلا انتخاب، لأنه لم يأن الأوان لأن يقف نواب الأمة ورؤساء الكتل السياسية أمام ضميرهم، كما يأمل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ليدركوا فظاعة عدم انتخابهم رئيساً للدولة.
وعلى أجندة هذا الاسبوع تسليم رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مسودة التفاهم الى العماد ميشال عون، حتى اذا ما لم يجد ما يدعو للمزيد من المراجعة يتحدد موعد اللقاء الحاسم بين الرجلين، ونكون امام قفزة عريضة للاستحقاق الرئاسي، اما اذا وجد ما يجب ان يعاد النظر به، فمعنى ذلك اننا ما زلنا في الدوامة.
وتشكو اوساط التيار الوطني الحر من ازدواجية المواقف بين ما يقال في الغرف، وما يصرح به عبر المنابر، وترد اوساط ١٤ آذار، بأن المزيد من الملاحظات يعني المزيد من الانتظار على رصيف محطة التفاهم النووي الأميركي – الايراني.
وبالتالي فان المزيد من الانتظار على أبواب الفراغ الرئاسي يعني المزيد من تأمل الموارنة بماذا قدمت لهم ورقة التفاهم بين حزب الله والعماد عون، سوى تفريغ رئاسة الجمهورية…
الى ذلك لوحظ في تصريحات جون كيري في باريس ما يوحي بالتوجه نحو التريث في انجاز الملف النووي مع طهران، أولاً، لرغبة الرئيس اوباما في تمرير الانتخابات الاسرائيلية، رداً على استفزاز نتنياهو له أمام الكونغرس مباشرة، وبالتالي لمنعه من استثمار هذا الاتفاق انتخابياً، وثانياً لأن الموقف الايراني حاسم، حيال ربط الاتفاق النووي برفع كامل العقوبات الأميركية الاقتصادية.
وتقول المصادر المتابعة ان الجانب الاميركي عرض رفع العقوبات الرئاسية حالاً، لكن الجانب الايراني يشترط رفع العقوبات الكونغرسية أيضاً، وفي ذات الوقت، وهذا ما لا يستطيع الرئيس أوباما الالتزام به، كونه أمام كونغرس غير متعاون، وبالتالي يتطلب الأمر فسحة من الوقت لمعالجة الأمر، لكن الجانب الايراني يرى ان بوسع الرئيس الأميركي استدعاء الكونغرس المشاكسين اليه وإقناعهم بالتي هي أحسن، وطبعاً هذا ما لم تسلم به الادارة الأميركية.
في هذا السياق يرى نائب كتائبي ان المسار الحقيقي بين الولايات المتحدة وايران لن يتضح قبل حزيران المقبل، وهو سيمرّ بمراحل تجريبية على مختلف الصعد، من التفاهم النووي الى النفوذ الاقليمي، ما يعني ان طهران الممسكة بتلابيب القرار اللبناني، لن تفرج عنه، إلاّ بعد الاطمئنان الى سير العلاقات مع أميركا وأوروبا وبالشكل الملائم.
وفي رأيه انه حتى لو سارت الأمور بين ايران والدول الخمس زائداً واحداً، فان الرئاسة اللبنانية لن تستعيد حضورها قبل نهاية الصيف، وريثما تتبلور صورة الأوضاع الاقليمية على المستويات السورية والعراقية واليمنية، وحجم توسّع الجيش اللبناني على رقعة الحدود الشرقية، المتصلة بالحرب في سوريا، فضلاً عن مدى استعداد فريق الثامن من آذار لتقبّل فكرة الرئيس التوافقي القوي، الذي لا يكون منهم ولا من ١٤ آذار، وبالتالي لا العماد عون ولا الدكتور جعجع…
والمطلوب بعد تقبّل الفكرة أيضاً، إبداء الاستعداد لاقناع العماد ميشال عون بها، وحتى اللحظة لا زال حزب الله الداعم لترشيح عون، يتمسّك بلازمة دعم عون، حتى يسحب هو ترشيحه، ومع أي مرشح يختاره عون، أو لا يعترض عليه، على الأقل…
وقديماً قيل من يشعل المصباح يطفئه…