الجنرال ميشال عون ذهب الى معراب من أجل أن يقوم الدكتور سمير جعجع بدعم ترشحه في الانتخابات الرئاسية وهكذا حصل فقد رشّح د. سمير جعجع الجنرال عون لرئاسة الجمهورية.
لا شك في أنّه لم يكن أحد يتوقّع أن يقوم د. سمير جعجع بترشيح الجنرال ميشال عون، والسؤال: ماذا حصل؟ ماذا تغيّر في شخصية ميشال عون وشخصية سمير جعجع؟ وكيف؟ وبعد حرب ضروس بين «القوات» وبين ميشال عون، ليقوم جعجع بترشيح عون؟
صدق تشرشل عندما قال: لا توجد صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل توجد مصالح دائمة.
شيء جميل، إذ انّ كل لبناني حر له مصلحة في أي اتفاق بين زعمائه فالخلاف ليس في مصلحة أحد.
على كل حال نعود الى ورقة عمل د. سمير جعجع لنرى الى أي مدى يستطيع الجنرال ميشال عون أن يلتزم بها خصوصاً أنّه يعتبر علاقته بـ»حزب الله» أكثر من جدية، ويقول إنّها لمصلحة لبنان:
أولاً- د. جعجع في خطابه اعتمد على موافقة من الجنرال عون على «اتفاق الطائف» فإذا كان هذا صحيحاً يكون المرّة الأولى التي يعلن ميشال عون موافقته على «اتفاق الطائف» الذي كان يرفضه دائماً.
ثانياً- عن العلاقات مع الدول العربية، وهذه نقطة ثانية مهمة إذ إنّ الواقع الذي يطرح ذاته هو أنّ جعجع على علاقات أكثر من جيّدة عربياً من مصر الى المملكة العربية السعودية الى جميع دول مجلس التعاون الخليجي(…) بينما الجنرال ميشال عون يمكن أن نقول إنّه على علاقة جيدة مع سوريا أي مع الرئيس بشار الاسد وطبعاً مع الدولة الإسلامية الايرانية، فكيف يمكن الجمع بين هذين التناقضين؟ وهل يذهب الدكتور سمير الى الجنرال عون أم يتخلى عون عن حلفه ويذهب الى سمير؟
ثالثاً- هذه النقطة التي قد تكون الأهم وهي بسط سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية… فماذا سيفعل ميشال عون مع «حزب الله»؟ وماذا عن سلاح «حزب الله»؟
رابعاً- يقول سمير جعجع إنّه مع جميع القرارات التي وافق عليها المتحاورون بالإجماع على طاولة الحوار في العام 2006، يوم تم الإتفاق على أنّ سلاح «حزب الله» يجب أن يكون تحت سيطرة الدولة ولا سلاح خارج نطاق الدولة…
خامساً- ضبط الحدود وعدم السماح بالدخول أو الخروج العسكري والسلاح بين لبنان وسوريا… وهنا السؤال: ماذا سيكون مصير القوات العسكرية لـ»حزب الله» في سوريا وكيف تذهب وتعود الى سوريا؟
سادساً- الجيش لا شك في أنه لا يوجد في لبنان لبناني واحد مؤمن بالوطن ويكون ضد الجيش، ولكن السؤال هنا: ماذا عن «حزب الله» وهل يرضى أن يدخل في الجيش ويصبح جزءًا منه كما جاء في اتفاق طاولة الحوار حول المقاومة؟!.
سابعاً- حول اعتبار أنّ إسرائيل عدو تاريخي للبنان، لا يمكن إلاّ أنّ تكون هذه النقطة موضع اتفاق لا يمكن أن يختلف عليها إثنان في لبنان.
ثامناً- قانون الانتخاب وهنا أظن أنّ هذه أصعب نقطة بعد سلاح «حزب الله» وتحتاج الى إلغاء سلاح «حزب الله» لكي يتمكن الناس من ممارسة أي مشروع انتخابي يتفق عليه وهنا نعود الى موضوع تمسّك التيار العوني بموضوع النسبية إذ في الوضع الحالي تكون الخسارة للجميع والرابح فقط «حزب الله».
تاسعاً وأخيراً- السؤال الذي يطرح ذاته: ماذا سيكون موقف «حزب الله» من ترشيح جعجع لعون، وماذا سيكون رد الحزب على إعلان النائب ستريدا: إننا مستعدون للتفاهم على «حزب الله»، فليتفضلوا؟!