لا ندري هذا الموقف الايراني الذي يعارض حضوراً أميركياً في مؤتمر أستانة عاصمة كازاخستان… السؤال الطبيعي: ماذا يؤثر قبول أو رفض إيران؟ وما علاقة إيران بالحرب الأهلية في سوريا؟ وهل علاقتها الطائفية الشيعية الفارسية هي التي تخوّلها حضور هذا المؤتمر المخصص للبحث في الحرب الاهلية السورية، وهنا نسجل الملاحظات الآتية:
أولاً- من حيث المبدأ يجب أن يعقد هذا المؤتمر في مقر جامعة الدول العربية لأنّ سوريا بلد عربي مؤسّس في الجامعة.
ثانياً- الفرس يكرهون العرب ويكرهون الإسلام، يكرهون العرب لأنهم يعتبرون أنّ الحرب التي قامت بينهم وبين العراق سببها الرئيس العراقي صدام حسين، ويكرهون الإسلام لأنهم يعتبرون أنّ الامبراطورية الفارسية قضى عليها الإسلام.
ثالثاً- الدور الايراني في سوريا هو دور سيىء جداً لا بل يعتبر دوراً تحريضياً بالمال والسلاح وأكبر دليل على ذلك مشاركة “حزب الله” في الحرب الأهلية السورية بأمر من اللواء قاسم سليماني قائد ما يسمّى بِــ”فيلق القدس” وهذه طبعاً كذبة كبيرة لأنّ هذا الفيلق لم يكن له دور ضد إسرائيل في أي يوم من الأيام والعكس هو الصحيح.
رابعاً- لولا التدخل الروسي (كما قال وزير خارجية روسيا سيرغي لاڤروڤ) لسقطت دمشق وأنّ التدخل الروسي هو الذي أنقذ المجرم بشار الأسد ونظامه من السقوط.
خامساً- في الوقت الذي يتنطح فيه معاون وزير الخارجية الايراني حسين جابري ليعرب عن رفضه مشاركة أميركا ردّ عليه الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف انّ الموقف الايراني يساهم في تعقيد المفاوضات.
سادساً- أعلنت وزارة الخارجية الاميركية أنها لن ترسل وفداً للمشاركة في المفاوضات بسبب المتطلبات الملحّة الخاصة بعملية انتقال السلطة في واشنطن، وأنّ السفير الاميركي في كازاخستان جورج كرول هو الذي سيمثل بلاده في المؤتمر.
أخيراً، لا ندري لماذا تصر إيران على أن تلعب دوراً إقليمياً في المنطقة وحالها الاقتصادية صعبة جداً وأكثر من 30% من شعبها تحت خط الفقر ونظام الملالي يصرف المليارات على مشاريع طائفية لن تؤدي الى أي نتيجة إلاّ نتيجة واحدة هي الإقتتال الاسلامي وتخريب إيران والدول العربية… وهذا كله لا يستفيد منه إلاّ بلد واحد هو إسرائيل، لذلك فإنّ كل ما تقوم به إيران يصب في مصلحة إسرائيل التي تقول إيران إنّها الشيطان الأصغر وأنها تريد أن تستعيد القدس ولكن السؤال هل تريد أن تستعيد القدس، وفلسطين بهذه السياسة وهذه الحروب على العالم العربي وسفك دماء المسلمين؟
عوني الكعكي