Site icon IMLebanon

مَن يستهدف الموسم السياحي في لبنان؟

 

وكأن السياحة في لبنان تتعرّض لحملة ممنهجة من الشائعات السلبية الهادفة الى ضرب القطاع ومؤسساته مع بدء موسم الصيف المفترض ان يكون الاكثر استقطاباً للسياح، والاكثر تحفيزاً للحركة الاقتصادية.

مع انطلاق موسم الصيف، بدأ القطاع السياحي في لبنان يتعرّض لحملة من الشائعات طالت معظم مؤسساته، خصوصا البحرية منها، في أوجّ فترة الموسم السياحي التي تعوّل عليها المنتجعات البحرية من اجل تعويض خسائر العام باكمله.

أدّت الاخبار السلبية والملفقة عن تلوث بحر لبنان وثروته السمكية، والتي اندلعت وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الى ضرب السياحة البحرية وحرمان المنتجعات البحرية من روادها المحليين، وبطبيعة الحال من السياح الاجانب.

تراجعت الحركة الاقتصادية في القطاع السياحي البحري بنسبة تفوق الـ40 في المئة خلال أهمّ فترة من الموسم السياحي، وهي أولّ 20 يوماً من شهر تموز، أي بعد نهاية العام الدراسي وبعد انقضاء شهر رمضان، وفقا لما أكده نقيب أصحاب المؤسسات البحرية جان بيروتي لـ»الجمهورية».

واوضح ان انطلاق حملة الشائعات مع بدء موسم الصيف السياحي ليس أمراً بريئاً، «فالمؤسسات البحرية لم تتعرّض يوماً الى هذا الكمّ من الشائعات المغرضة ولم تصبها يوماً هذه التداعيات السلبية».

وقال بيروتي ان صدور تقرير علمي عن المجلس الوطني للبحوث العلمية والمركز الوطني لعلوم البحار، يغطي 30 شهراً من البحوث والفحوصات المخبرية لعينات من الشاطئ اللبناني، ويؤكد ان الشاطئ اللبناني ليس ملوثاً كما يشاع، يعتبر هو المرجع العلمي الوحيد الصحيح عن وضع الشواطئ في لبنان.

لكنّ بيروتي تفاجأ، في نفس يوم صدور تقرير المجلس الوطني للبحوث العلمية الذي دحض كافة الشائعات عن تلوث بحر لبنان، بنشر شبكة «CNN» الأميركية تقريراً عن تلوّث الشاطئ اللبناني، تناولت فيه أزمة لبنان البيئية التي يعاني منها منذ سنوات، وأزمة النفايات براً وبحراً.

وقد أظهر مراسل القناة الذي يقوم بجولة ميدانية مع أحد الغطاسين اللبنانيين أمام الساحل اللبناني مشاهد لنفايات قابعة في قاع البحر من معلبات ومواد بلاستيكية وغيرها، إضافة إلى النفايات التي تطفو على سطح المياه، مشبّهاً الرائحة الصادرة عن المياه برائحة المراحيض.

ويذكّر المراسل بأزمة النفايات التي عصفت بلبنان العام الماضي ويوم سلّطت الشبكة الإخبارية الضوء على نهر النفايات في منطقة في ضواحي بيروت ضمن تقرير لها.

إلا ان بيروتي اعتبر ان صدور تقرير المجلس الوطني للبحوث ونشر تقرير الـ»سي أن ان» في اليوم نفسه، ليس صدفة، «بل هو محاولة لتشويه صورة لبنان». وشرح «ان تقرير الـ»سي أن ان» قد تم تصويره وتحضيره منذ أكثر من شهرين، مما يؤكّد ان توقيت نشره في موازاة التقرير الايجابي لمجلس البحوث، يهدف الى ضرب القطاع السياحي وتشويه صورة لبنان وتدمير الاقتصاد، من قبل يد خارجية لمصالح محلية وخارجية».

واتهم بيروتي جهات خارجية ومحلية بهذا الموضوع، داعيا القضاء الى التحقيق لتحديد من يقف وراء الاشاعات التي سبقت صدور تقرير مجلس البحوث العلمي، ومن يقف وراء نشر تقرير الـ»سي أن ان» في اليوم نفسه. كما دعا الى تعقب وملاحقة الجهات المروّجة لحملة الاشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

في الختام، قال بيروتي: اذا كنّا فقدنا بعضاً من حجوزاتنا القليلة قبل صدور تقرير مجلس البحوث العلمية، فقد استرجعنا جزءا منها، بعد صدور التقرير الايجابي الذي توزع بشكل كثيف عبر وسائل الاعلام في لبنان وكان وقعه ايجابيّ جدّاً.

شقير

في هذا الاطار، شدّد رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية محمد شقير في بيان امس على ان دحض تقرير المجلس الوطني للبحوث العلمية والمركز الوطني لعلوم البحار كل الشائعات السلبية عن تلوث بحر لبنان وثروته السمكية، انتصار كبير للبلد وسياحته واقتصاده.

وقال: يجب ان يشكّل ذلك عبرة لجميع اللبنانيين كي لا يأخذوا بكلام بعض من يدعي الغيرة على البلد فيما فبركاتهم السلبية والمسيئة تضرب بالصميم البلد واقتصاده.

أضاف: «من الضروري ان يتم اعتماد التقارير الصادرة عن الجهات الرسمية المعنية فقط، لأنه أصبح لدينا اليوم الكثير من الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، والذين ينشرون آراءهم من دون اي دراية بالموضوع الذي يتحدثون عنه، وهم يقومون بضخ الاخبار السلبية لجلب الانتباه، أو لتخريب الاقتصاد وصورة البلد».

وإذ أسف شقير للتداعيات السلبية التي اصابت أصحاب المؤسسات السياحية البحرية جراء «شائعات وفبركات تلوّث بحر لبنان»، أمل ان تتمكّن السياحة البحرية من جذب روادها وتعويض الخسائر التي تكبدتها.

وختم: «كلي ثقة بالقطاع السياحي في لبنان وبامكاناته وبقدرته على النهوض»، داعياً «كل اللبنانيين الى الوقوف الى جانب مؤسساتهم الوطنية وقضاء موسم الصيف كما يحبون في منتجعاتنا وشواطئنا».