يقول احد الاوساط المطلعة باجواء الرئاسة الاولى في لبنان بأن الحديث عن ترشيح وانتخاب النائب سليمان طوني فرنجية لرئاسة الجمهورية اللبنانية قد اصبح جديا، وليس من باب الهرطقة السياسية، او كما يقال لحرق اسمه في بورصة المرشحين كما تعود اللبنانيون. وتستند هذه الاوساط لعدة امور اهمها ان العراب الاول الذي يسعى للمجيء بسيلمان فرنجية رئيسا للجمهورية، هو صانع رؤساء الجمهوريات في العهود السابقة وهو اللواء «جميل السيّد» مدير عام الامن العام الاسبق، ويبدو ان «السيّد» الذي يجتمع بوليد جنبلاط اسبوعيا بعد قطيعة طويلة، قد اقنعه بسليمان فرنجية، بحيث ان رئيس تيار المردة لا يشكل اي خطورة في منطقة الشوف والشوف الاعلى الخاضعين للنفوذ الاشتراكي، على عكس ميشال عون الذي يمتلك قاعدة شعبية في هذه المنطقة المخضرمة درزيا ومسيحيا حيث ان وجود تيار المردة في هذه المنطقة قليل جدا ويكاد شبه معدوم.
وتتابع الاوساط إن العماد عون عطل انتخاب رئيس للجمهورية بسبب تعنته على الترشيح لهذا المنصب دون سواه، مما افقد موقع الرئاسة الاولى بعضا من صلاحياتها طيلة هذه الفترة الزمنية المعطلة فيها الانتخابات، بحيث تحولت صلاحيات رئاسة الجمهورية الى رئاسة الحكومة التي تعود الى الطائفة السنيّة الكريمة ومعهم الوزراء، بحيث ان الطائفة المارونية وخلال شغور موقع رئاسة الجمهورية، قد خسرت من تعطيل عون بعضا من موقعها الاول في البلاد. وتضيف الاوساط ان مزاج عون السياسي في هذه الايام شبيه بالاجواء المناخية التي تمر على لبنان في هذه الفترة، بحيث لم يعد يدري من اين اكل الضرب ليصبح خارج نادي المرشحين للرئاسة. اما فيما يتعلق بفرنجية فأصر على ترشيح عون للرئاسة من باب المجاملة ورفع العتب، لانه اكمل عبارته بالتالي، «واذا اجمع اللبنانيون على غير ذلك فلكل حادث حديث». علما انه داخل الجلسة الحوارية تعامل البعض بل الكثيرين من المتحاورين مع سليمان فرنجية بلقب فخامة الرئيس. وعندما يقال بان العراب للرئاسة هو اللواء جميل السيّد، فلان اللواء يرتبط بعلاقة شخصية حميمة مع الرئيس السوري بشار الاسد، الذي بدأ يستمد حيويته وقوته وقدراته من الروس والايرانيين وحزب الله، كما ان فرنجية يعتبر نفسه اكثر من اخ لبشار الاسد , وقد صرح بذلك مرارا، مما يعني ان الدورين الروسي والايراني قد بدآ يدخلان في لعبة الحلبة السياسية الاولى في لبنان من ابوابها العريضة، وقد اصبح مؤكدا بأن الدور الفرنسي والسعودي اللذان كان يعوّل عليهما قد خرجا من هذه الحلبة السياسية نهائيا.
ولا تخفي هذه الاوساط أن بعضا من قوى الرابع عشر من اذار قد غيّر موقعه تجاه رئيس تيار المردة ومن ضمنها حزب الكتائب اللبنانية، اضافة الى احزاب اخرى وتيارات وشخصيات وسطية اخرى، بعد ان تفهمت ان الدور الحالي في المنطقة وتحديدا في لبنان وسوريا هو دور روسي وايراني، وهي اي هذه الاطراف ليست على استعداد للمغامرة مجددا بموقعها السياسي على حساب اخر غير النائب سليمان فرنجية.
وتختم الاوساط بأن الخريطة السياسية اللبنانية بين الاطراف المحليين، قد تتغير في القريب العاجل وتخرج الى النور مفاجأت وتحالفات سياسية لم تكن متوقعة في السابق، وبأن الطبخة الرئاسية الاولى قد طبخت بعد ان كانت على نار هادئة. اما الحديث عن لقاء فرنجية بالحريري في فرنسا، فتقول الاوساط ايضا، بأنه كان ايجابيا للغاية وليس وعودا كما حصل في السابق مع جنرال الرابية ميشال عون، وان الدور الروسي في المنطقة قد بدأ بوتيرة سريعة لم تكن متوقعة، وهذا ما يعمل بعدم شغور موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية الذي اصبح على قاب قوسين او ادنى.