أعاد رئيس المحكمة العسكريّة العميد الرّكن الطيّار خليل ابراهيم، أمس، أكثر من مرّة اسم العراقي زياد الدّولعي ليتبيّن أنّه ما زال في نظارة المحكمة التي أودع فيها منذ أن تمّ توقيفه مؤخّراً.
بوجهٍ مبتسم تقدّم الدولعي إلى قوس المحكمة. المهندس الكهربائي الذي تطالب بغداد بتسلّمه كي ينفّذ محكوميّته في سجونها، تجرأ وبمبادرة فرديّة منه (كما قال) على مقاومة القوّات الأميركيّة في بغداد على طريقته.
سهّل موقع منزله المطلّ على مطار المثنى العسكريّ وسط بغداد رصد تحرّكات القوّات الأميركيّة، وكان يبلّغ صديقيه اللذين توليا استهداف هذه القوّات.
وما لبث أن وسّع الدّولعي نشاطاته بعد أن تعرّف على المتخصّص في علوم الكيمياء كفاح الجبوري. هكذا، تعاون الإثنان على تصنيع غاز الخردل (سائل يصدر بخاراً خطراً، ويسبب حروقاً وتقرحات) ويُعد خطوة أولى على طريق السّلاح الكيميائي!
وبسرعةٍ قصوى، صنّع المهندس الكهربائي منظومة تبريد سريعة لهذا الغاز، إلّا أن إصابة الجبوري وفقدانه الذاكرة أوقفا المهمة.
استمرّ الدّولعي في أبحاثه، وفي الوقت عينه انتمى إلى كتيبة «ثورة العشرين» ثمّ صنّع صاروخاً عسكرياً بالستياً من خلال تصنيع المحرّك واستخدام الوقود الصلب القابل للاشتعال، وذلك عبر شراء مخلّفات التصنيع العسكريّ التي كانت موجودة بكثافة في الأسواق العراقية.
وبالفعل، كانت تجربة الدّولعي ناجحة بعد أن قام بتجربة الصاروخ خارج بغداد ليتبيّن أنّ مداه يصل إلى 5 كيلومترات.
كان الرّجل ينوي زيارة والده الضابط العراقي المتقاعد الذي انتقل إلى سوريا، قبل أن يكمل مخطّطاته في استهداف القوّات الأميركيّة، غير أنّ اتصالاً من جيرانه في بغداد عام 2014 حذّره من العودة بعد أن ضبطت القوّات الأميركيّة أسلحة في منزله.
تقدّم الدولعي من سوريا بطلب لجوء إنساني إلى كندا التي سرعان ما حدّدت له سفارتها في لبنان موعداً. هذا الموعد كان «الطّعم». يقول الموقوف إنّ إحدى النّساء أجرت معه المقابلة وتبيّن من لكنتها أنّها أميركيّة، قبل أن تتمّ مداهمة الفندق الذي كان يقطن فيه وتضبط معه القوى الأمنية «usb» يحتوي على معلومات عن كيفيّة التفجير عن بُعد وتصنيع الغازات والمتفجّرات.
يضحك الدولعي حينما يسأله ابراهيم عن سبب قيامه بكلّ هذه الأمور، ليقول: «منشان شو؟ لضرب الأميركان»، مؤكّداً أنّه لم ينتمِ إلى أي تنظيم إسلاميّ أو متطرّف.
انتهت جلسة الدّولعي من دون أن يتبيّن أنه ارتكب جرماً على الأراضي اللبنانيّة. سيكون مصيره على الأرجح الاقامة في السجون العراقيّة قريباً.