تنتظر طرابلس الخطوة الأخيرة في طريق الاتفاق على اسم رئيس البلدية المقبل، والذي يبدو أنّه ستتاح له الفرصة هذه المرة لاختيار فريق عمله بعكس زملائه السابقين.
على رغم كلّ المواقف الإعلامية والإشارات الإيجابية المتعدّدة الصادرة عن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والتي تؤكد في مجملها حصول الانتخابات البلدية في موعدها في شهر أيار المقبل، في انتظار دعوة الهيئات الناخبة خلال الأيام القليلة المقبلة، فإنّ القرار النهائي في هذا الخصوص، ينتظر الاجتماع الأمنيّ الحاسم الذي سيُعقد الأسبوع المقبل بين المشنوق ورؤساء الأجهزة الأمنية، والذي قد تفضي نتيجته الى تأجيل الانتخابات،
خصوصاً في ظلّ ما يُطرح من تساؤلات في شأن إمكانية واستعداد الجيش اللبناني، لتأمين الدعم اللازم والضروري لقوى الأمن الداخلي خلال العملية الانتخابية، في خضمّ التحدّيات الجمّة التي يواجهها في هذه الفترة، والأولويات التي يعمل عليها، وتأتي في طليعتها مكافحة الارهاب، والذود عن حدود الكيان اللبناني، مع تسارع الأحداث السياسية والأمنية في سوريا، وانعكاساتها ميدانياً على المناطق الحدودية الشمالية والشرقية!
علم الدين للميناء… واستبعاد مرشحين في طرابلس
ومع ذلك، من الواضح أنّ كلّ التيارات السياسية النافذة في العاصمة الثانية، تتحضّر وكأنّ الانتخابات البلدية قائمة لا محالة، وهي في ذلك تعمل ليلاً ونهاراً ومن خلال اجتماعات مكوكية، للخروج بتصوّر موحّد في شأن طريقة إدارة المعركة الانتخابية، وتجنيب المدينة أيّ خضّة سياسية أو أمنية هي في غنى عنها.
وعلمت «الجمهورية» من مصادر مطّلعة بأنّ الأمور سلكت طريقها بنجاح في مدينة الميناء، بعد الاتفاق بين مختلف المكوّنات السياسية، على تبنّي ترشيح الرئيس السابق لبلدية «الموج والأفق» عبد القادر علم الدين ودعمه في قيادة البلدية خلال المرحلة المقبلة، مع فتح المجال أمامه لاختيار فريق عمله المؤلف من 20 عضواً يشكلون معه المجلس البلدي العتيد.
أما في طرابلس، فتفيد المصادر نفسها، بأنّ تيار «المستقبل» يعمل جاهداً على وحدة الصفّ داخل المدينة، وقد تجلّى ذلك، من خلال لقاءات الرئيس سعد الحريري المثمرة مع كلٍّ من الوزيرين السابقين محمد الصفدي وفيصل كرامي في «بيت الوسط»، في انتظار نتائج الجهود الحثيثة التي تُبذل على أكثر من صعيد، وتشارك فيها شخصيات عديدة فاعلة في طرابلس، بهدف جمع الرئيسين الحريري ونجيب ميقاتي، وهو الأمر الذي قد يحصل في أيّ لحظة!
كلّ ذلك، من أجل الاتفاق على شخصيّة جامعة تستطيع قيادة المجلس البلدي المقبل، وتحقيق المشاريع الإنمائية التي تحتاجها المدينة، وتنتظرها بفارغ الصبر.
وتشير المصادر الى أنه تمّ الاتفاق على استبعاد كلّ الأسماء التي طُرحت في الفترة السابقة وسَحبها من التداول، والبحث جدّياً عن رئيس وضعت مواصفاته وظروف نجاحه بعناية ودقّة، بعد الأخذ في الاعتبار التجارب السابقة.
لذا، يجرى العمل حالياً من أجل اختيار شخصيّة شابة لا تنتمي لأيّ طرف سياسيّ، وتتمتع بثقة واحترام معظم هيئات وشخصيات المجتمع المدني، على أن يُترك لمن وقع عليه الاختيار، حرية البحث عن الكفاءات التي يحتاجها في المجلس البلدي، ليشكلوا سويّاً فريق عمل متجانس، يؤمّن سير العمل البلدي، وتنفيذ الخطة الانمائية التي ستوضع فوراً للمدينة.
ثمّة مَن يؤكّد، أنّ الأجواء تَشي بقرب الوصول الى اتفاقٍ نهائيّ، الذي قد يتبلور بشكل كامل عقب اكتمال الخطوة الأخيرة، وانعقاد اللقاء الموعود بين الحريري وميقاتي، بفعل رغبة كلّ الأطراف السياسية في عدم جرّ المدينة الى معركة لا ناقة فيها ولا جمل، قد تنعكس سلباً في حال حصلت، على مسار العمل البلدي!