IMLebanon

من هو البلد الوحيد  المرتاح في الشرق الأوسط؟

من هو البلد الوحيد المرتاح في الشرق الأوسط؟ يذهب الذهن مباشرة الى الدول الاقليمية الكبرى. تركيا وايران؟ لا، أبدا! تركيا تحتفل في هذه الأيام بذكرى الانقلاب، بدلا من الاحتفال بمشروعات التنمية التي كانت موعودة في زمن صفر مشاكل! وهي دفعت الثمن مرتين: مرة بالمحاولة الانقلابية، ومرة ثانية بالتصفيات الشاملة لخصوم أردوغان في كل مجالات الحياة! فضلا عن مشكلتها المزمنة مع الأكراد، وعن مشكلتها الطارئة وخسارتها الفادحة من جراء مغامرة الاستثمار في… الارهاب! أما ايران فيكفيها حصار دولي معلن استمر على مدى عقود، وانتهى جزئيا وشكليا بعد الاتفاق النووي، ولكنه مستمر الى يومنا هذا، في شكل حصار دولي غير معلن!

***

عندما عمّت الفوضى العالم العربي – قبل ما يسمّى ب الربيع العربي وبعده – كانت دول مجلس التعاون الخليجي، هي الواحة الوحيدة الآمنة والمستقرة والمزدهرة في المنطقة العربية. وكانت هي النموذج للتعاون والتضامن بين دولها، وهي يد العطاء التي تمتد لمساعدة القريب والبعيد على السواء. وهي اليوم تعاني من متاعب تضاف الى معاناتها – كما الجميع في المنطقة – من داء الارهاب التكفيري الغاشم.

***

أما مصر – الشقيقة الكبرى، فلم تكن يوما مرتاحة منذ أيام محمد علي مؤسس مصر الحديثة ١٨٠٥ – ١٨٤٨، لا في عهد ملكية فاروق، ولا في ظلّ يقظتها القومية مع عبدالناصر، ولا حتى في فترة الحكم الظلامي الإخواني قصير العمر للرئيس محمد مرسي، ولا في اطار الحكم الحالي للرئيس عبد الفتاح السيسي. وكانت المعادلة الغربية المرسومة لمصر على مرّ العهود، هي ألاّ تموت مصر من الجوع، وألاّ تبطر من الشبع! والبطر في المفهوم الغربي بالنسبة للعرب هو الشعور ب الارتياح بما يولّد فيهم النزعة الطبيعية نحو الوحدة والاتحاد! وهما من الأهداف الممنوعة في القاموس الأميركي والغربي على العرب، حتى ولو كان هذا الاتحاد شكليا ومحصورا في منطقة محدودة من العالم العربي…

***

من هو البلد الوحيد المرتاح إذن في الشرق الأوسط؟ هو اسرائيل! وهي تعمل اليوم بدأب على تفريغ فلسطين من سكانها الأصليين وفقا لمخططات بعيدة المدى، ونقلهم الى أماكن أخرى عن طريق الترانسفير، وهي أهداف معلنة ولم تعد سرّية، نحو غزة الكبرى، أو الأردن الكبير. وهذا ما تحدث عنه الجنرال المتقاعد الياس حنا على شاشة (MTV).