بعد مرور 39 سنة أي منذ 28 آب 1978 على اختطاف سماحة الإمام السيّد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والزميل الصحافي عباس بدر الدين يبقى هذا السؤال من دون جواب نهائي لأنّ سماحة الإمام لا يزال مصيره مجهولاً لأنه بعد قيام الشعب الليبي بثورته واقتلاع الطاغية معمّر القذافي بأبشع طريقة يمكن أن يقتل بها إنسان خصوصاً بعدما وجدوه مختبئاً في أحد المجارير الصحية وأدخلوا في جسده قطعة حديد تليق بمقامه (اللهم لا شماتة) ولكن هذه إرادة الشعب الليبي.
نقول إنّه بعد الثورة الليبية على نظام القذافي اعتقد الناس أنّ الحقيقة في عملية خطف الإمام الصدر سوف تظهر ولكن للأسف لم نصل الى أي معلومة تحدّد مصير الإمام المغيّب.
من هنا نرى أنّ الأمل بمعرفة من اختطف الإمام الصدر بعد قتل القذافي أصبح ضئيلاً، على كل حال المسؤول الأول عن اختطاف سماحة السيّد كان الرئيس الليبي معمّر القذافي وجماعته، ويبقى السؤال هنا: لماذا؟
ويتساءل البعض: لماذا فتح هذا الملف اليوم؟ بكل بساطة نملك بعض المعلومات والتحليلات ارتأينا أن نضعها في متناول القارئ بمناسبة ذكرى الاختطاف.
يتبيّـن لنا أنّ أهمية سماحته لم تكن لبنانية فقط بل هو كان عالمياً وأهم من آية الله الخميني خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من الذين جاؤوا مع آية الله الخميني من منفاه من دون ذكر أسمائهم كانوا من جماعة الإمام موسى الصدر… كما أنّ الذين تسلموا الحكم في بداية عهد الخميني كانوا من جماعة الإمام موسى الصدر.
وليس سراً أنه كان هناك خلاف بين الإمام موسى الصدر وبين آية الله الخميني، والخلاف كان عميقاً جداً وعقيدياً دينياً فالخميني لم يكن إيرانياً بل من أصول طائفة السيخ الهندية، والإمام موسى الصدر كان يتمسّك بمبدأ الإسلام، كان يؤمن بعروبة الإسلام وأنّ لغة القرآن هي اللغة العربية، والأهم من هذا وذاك أنّ الإمام موسى الصدر لم يكن يؤمن بولاية الفقيه، وكان هذا يشكل نقطة خلاف أساسية بينهما.
الحكومة الأولى التي تألفت في عهد الخميني كانت تضم أقرب المقرّبين الى الإمام موسى الصدر، وأوّل رئيس للجمهورية كان ابو الحسن بني صدر وكان هو أيضاً على علاقة وصداقة بالإمام المغيّب.
لذلك وحسب معلومات سوف تنشر قريباً أنّ الذي نفذ عملية الخطف هو العقيد معمّر القذافي بأوامر من أميركا وبطلب من آية الله الخميني الذي كان يخشى من تنامي نفوذ الإمام الصدر ما يهدّد مخططاته وسياسته ودوره في القيادة والنظام.
وهنا لا نبالغ إذا قلنا إنه لولا اختطاف الإمام موسى الصدر لما حصلت هذه الأمور.
أولاً- الحرب الايرانية – العراقية، فما هي مصلحة الإسلام والمسلمين في تدمير أهم قوة عربية وقفت ضد إسرائيل ومنعتها من احتلال دمشق في حرب 1973؟
ثانياً- الفتنة السنيّة – الشيعية أطلقتها وقادتها إيران منذ مجيء الخميني الذي رفع شعار التشيّع، وما فعله في سوريا على هذا الصعيد معروف ومفضوح… أمّا سماحة الإمام الصدر فكان يؤمن بأنّ هناك كتاباً واحداً يجمع عليه المسلمون وهو القرآن الكريم ولا يوجد كتاب للسُنّة وآخر للشيعة…
أخيراً، لو نظرنا الى ما حدث في مرحلة تغييب الإمام موسى الصدر لرأينا كم نحن، اليوم، بحاجة له لأن “الموجودين” اليوم للاسف بدلاً من أن يكونوا عقلاء فإنهم دخلوا في لعبة تفتيت الأمة الاسلامية وتغذية الحرب الطائفية التي لم تكن موجودة قبل مجيء الخميني ولو عدنا الى مرحلة السبعينات وتحديداً قبل مجيء الخميني، لم نكن نميز في العالم العربي بين السنّي والشيعي لان الجميع كانوا سواسية.
عوني الكعكي