يتحدّثون عن الإطلالة «الهادئة» للسيّد حسن نصرالله التي تناول فيها الشأن الداخلي، وأضعف الإيمان أن يكون الامين العام هادئاً… فماذا أراد ولم يحصل عليه؟
أوّلاً- أراد قانوناً للانتخابات على النسبية فكان له ما أراد، فجاء القانون الغريب العجيب هجيناً، ولم يتجاوز إقبال الناخبين الـ50% بل تدنّى عنها.
ثانياً- حدّد ما يريد من الحكومة توزيراً وحقائب، وأصرّ على حقيبة وزارة الصحة العامة، وحصل عليها.
ثالثاً- أراد تأخير تأليف الحكومة… ولما تبيّـن أنّ أزمة التأليف شارفت على نهايتها عشية بدء السنة الثالثة من العهد، ابتكر السيّد نصرالله ما سُمّي بـ»اللقاء التشاوري» الذي هو كناية عن تجميع ستة نواب أربعة منهم على الأقل ينتمون الى كتل نيابية شاركوا معها في استشارات القصر الجمهوري وكذلك في استشارات الرئيس المكلف، وأصرّ على أن يتمثلوا بواحد منهم أو مداورةً بحليف لهم، فكان له ما أراد بعدما وضع البلد على أبواب أزمة كان يمكن لها أن تكون مفتوحة، وأن تبلغ بالبلد الى أزمة حكم.
رابعاً- أراد إقرار سلسلة الرتب والرواتب فتمّ إقرارها لتدخل البلاد في أزمة إقتصادية خطيرة تنذر بأزمة مالية لولا التدابير المهمة التي يتخذها حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة وسهره المتواصل على الليرة اللبنانية.
وأما الوزير جبران باسيل الذي أشاد بالسيّد حسن نصرالله الذي لولاه لما كان الرئيس ميشال عون في الرئاسة، فنقول له إنّه في مرحلة ما قبل إجراء الانتخابات الرئاسية عقد اجتماع بين السيّد نصرالله وشخصية مسيحية كبيرة أعرب خلاله أمين عام «حزب الله» لتلك الشخصية أن يتفق الزعماء المسيحيون على أي مرشح غير الجنرال ميشال عون وهو سيمشي بمَن يتفقون عليه.
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أنّ «حزب الله» لا تهمّه إلاّ مصلحته، أمّا مصالح اللبنانيين فهي آخر اهتماماته… والأمثلة على ذلك كثيرة:
بفضل «حزب الله» السياحة في لبنان صفر، فلا يأتي السيّاح العرب.
وبفضله ضربت السوق العقارية التي شهدت وتشهد انهياراً في الأسعار ربما بلغ الـ50%.
وبفضله يجري ترحيل لبنانيين من بلدان عربية عديدة خصوصاً من كان منهم على علاقة أو صلة بالحزب الإلهي!
وبفضله لا يمر أسبوع من دون تلويح أو إنذار أو تهديد أميركي للبنان، وبالذات للقطاع المصرفي.
أمّا التحرير الذي لا يتوقفون عن تذكيرنا به ليلاً و نهاراً فقد قضى على لبنان الذي كان. لبنان الذي قال عنه نائب رئيس دولة الامارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد إنّ حلمه، وهو صغير، أن تصبح دبي مثل عاصمته بيروت، فصار يأسف على حال لبنان! ثم بعد التحرير (العام 2000) ماذا فعلوا ضدّ إسرائيل؟ فقط خطفوا جنديين إسرائيليين وتسبّبوا بحرب تموز (2006) التي كبّدت لبنان 15 مليار دولار خسائر مادية، ولكن الأهم 5000 شهيد من الجيش اللبناني ومن الأهالي ومن «حزب الله» ذاته.
والسؤال الذي يطرح ذاته: ماذا جنى لبنان واللبنانيون من تورّط الحزب في سوريا واليمن والكويت والبحرين والمغرب (تاج الدين) وڤنزويلا وبلدان أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية؟!. ماذا غير الضرر الكبير؟
وأمّا صناعة وتجارة المخدّرات فحدّث ولا حرج خصوصاً أنه حديث يطول ويطول.
عوني الكعكي