سنة 1980 كان الرئيس الاميركي التاسع والثلاثون جيمي كارتر هدّد بضرب إيران.
سنة 1985 رونالد ريغان (الاربعون) هدّد بضرب إيران.
سنة 1989 جورج بوش الأب (الحادي والاربعون) هدّد بضرب إيران.
سنة 1996 بيل كلينتون (الثاني والاربعون) هدّد بضرب إيران.
سنة 2005 جورج دبليو بوش (الثالث والاربعون) هدّد بضرب إيران.
سنة 2012 باراك أوباما (الرابع والاربعون) هدّد بضرب إيران.
سنة 2019 دونالد ترامب (الخامس والاربعون) هدّد بضرب إيران.
سنة 2022 ؟؟؟ ترامب مجدداً أو مَن سيخلفه (السادس والاربعون) سيهدّد أيضاً بضرب إيران.
وبدلاً من ضرب إيران، تم ضرب العراق وأفغانستان وسيناء وسوريا واليمن…
قبل يومين حدثت ضربة إسرائيلية كبيرة في سوريا استهدفت القوات السورية وأوقعت قتلى وجرحى، وعلى الاثر أصدر الروسي بياناً يدعو إسرائيل الى التنبّه لما تقوم به في سوريا… علماً أنّ الجانب الروسي، من أيام الاتحاد السوڤياتي الذي كان أول دولة تعترف بالكيان الاسرائيلي، وحتى أيام روسيا الاتحادية الحالية، لم ينفك يدّعي أنه حليف للعرب، خصوصاً البلدان التي تعرّضت للحروب والضربات، وبأنه سيدافع عنهم…
أمّا الواقع على الارض فهو في مكان آخر، فقط اتخذت موسكو مواقف جيّدة في تأييد القرارات التي تؤيّد الحق العربي في فلسطين سواء أكانت صادرة عن مجلس الامن الدولي (إذا صدر عنه ما يؤيّد الحق العربي) أم عن هيئة الأمم المتحدة التي لا تعتبر قراراتها ملزمة، ولكن هذا التأييد بقي كلامياً، أي أنّ الروسي لم يمارس الضغط، في أي مرة من المرّات، لترجمة القرارات الايجابية في مصلحة فلسطين أو أي بلد عربي آخر.
إلى ذلك، وفي السياق ذاته، لم يترجم الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين تحذيره أميركا وإسرائيل من ضرب سوريا وحليفه النظام السوري، إذ مقابل كل تصريح أو موقف روسي معلن بالتحذير من تنفيذ عمليات في سوريا كان الاميركي (والاسرائيلي بالطبع) يضاعف ضرباته المركزة.
ويذهب مراقبون كثيرون الى حدّ القول إنّ هناك تواطؤاً بين الروسي وموجهي الضربات، أقله لغض النظر كي لا يُقال لتسهيل بلوغ الضربة أهدافها.
وفي هذه النقطة يعتبر الروسي استاذاً في احتراف الكذب، إلاّ أنّ الإحتراف المماثل وربّـما الأكبر في مجال الكذب فهو لدى الاميركي خصوصاً وأنّ التهديدات الموجهة الى إيران لم تتجاوز الكلام في الهواء والحبر على ورق… بدليل أنّ نحو سبعة رؤساء أميركيين تناوبوا على البيت الابيض منذ قيام نظام آيات الله في طهران، ولا يزال هذا النظام موجوداً في تحدّي مباشر للأميركي أو في تواطؤ معه تشير إليه الدلائل كلها.