IMLebanon

اللي كذبوا ما ماتوا

يقول اميل لحود في المقابلة التلفزيونية الأخيرة التي اجريت معه إنّه أتى من عالم الجيش الى عالم السياسة.

ونقول إنّه جاء من المسبح الى موقع كانوا في حاجة إليه بسبب أنّه لم يكن من ضباط موارنة في المنطقة، وكان الجنرال ميشال عون مسيطراً على قصر بعبدا ومقر القيادة في اليرزة.

يمكن القول إنّه جاء بالمصادفة وأنّ الرئيس حافظ الأسد وافق عليه لأنّه لم يجد في ملفه أنّه قرأ كتاباً واحداً في حياته… ولأنّه لم يتسلم أي موقع عسكري، فقد كان يمضي وقته «يتشمّس» في الحمام العسكري، ويلبس مايوه «سترينغ» بالألوان الفاقعة، وجاء ابنه بطل سباحة على خطى الوالد.

إنّه لا يفقه شيئاً لا في الشؤون العسكرية ولا في الشؤون السياسية.

ذكر أنّ الرئيس الحريري اشترى المسؤولين السوريين ويذكر أبو جمال (الخدام) وحكمت الشهابي.

ونقول: إنّه في أيام حافظ الأسد لم يكن أي مسؤول عسكري أو مدني ليتجرّأ أن يقيم أي علاقة من دون معرفة ورضى حافظ الأسد.

ونضيف: إنّه مع حافظ الأسد لم يكن أي مسؤول سوري يجرؤ على أن يتصل (وليس قبض الفلوس) بأي آخر في العالم… ويكفي حافظ الأسد، الرجل التاريخي، ونقولها لمن لا يفقهون شيئاً في السياسة إنّه على امتداد 30 سنة من حكمه لم يصدر قرار واحد عن مجلس الأمن ضد سوريا، بينما في أيام حليفه «الأذكى» منه (هناك مباراة لمعرفة من هو الأشد ذكاءً بشار أو اميل لحود)… في أيام بشار صدر القرار 1559 الذي لولاه لما خرجت سوريا من لبنان… وهذا كله بفضل ذكاء اميل لحود وبشار الأسد.

ويتحدث عن الـ1559 فنذكره بأنّ فاروق الشرع وصفه بأنّه قرار تافه… ووئام وهّاب قال إنّه على «صباطه»، وبعد أربعة أشهر تراجع نائب الرئيس الشرع وقال: هذا قرار يخص لبنان ولا علاقة لنا به.

ويقول لحود إنّه في 1993 كان الرئيس الحريري ضد المقاومة وفي الـ1996 صار مع المقاومة… فهل المقاومة لعبة: ساعة نكون معها وساعة ضدّها؟

لولا حافظ الأسد لما كانت هناك مقاومة، هو الذي خلقها، ولولا حافظ الأسد الذي خلق المقاومة. كان «حزب الله» في يد سوريا وليس سوريا في يد «حزب الله» كما هي اليوم.

ونذكر لحود: في حادثة ثكنة فتح الله… أين كان رفيق الحريري؟

وحادثة جسر المطار… أيضاً أين كان رفيق الحريري؟

ثم يتبرّأ من معرفته بعدنان عضوم ويشيد به، ونسأله: هل حادثة حروب ميشال عون بعدما تمرّد في قصر بعبدا… علماً أنّ عضوم أنقذ ميشال عون من ملفه المليء بالموبقات بدءاً بالتمرّد في قصر بعبدا… ثم الـ500 شهيد وجريح من الجيش اللبناني الذين سقطوا في 13 تشرين الاول 1990، أين محاسبة عون عنهم؟ وأين محاسبته عن الـ50 مليون دولار التي حوّلها باسم زوجته؟

هذه كلها وراءها عضوم «الرجل الصالح».

ويتحدث عن عصام نعمان «الرجل الصالح» الآخر الذي تعلّمت بناته الثلاث على نفقة الشهيد رفيق الحريري شرط إعادة تكاليف الدراسة… فلم يرجع نعمان قرشاً واحداً منها.

وأضحكني لحود عندما قال إنّ بشار الاسد وصفه بالرجل الأصعب الذي تعامل معه… فمن يجهل أنّ بشار لم يتواضع لإعطاء الأوامر مباشرة الى اميل لحود، بل كان يأمره بواسطة أبو مالك (جميل السيّد)… ولن نستشهد هنا بالرئيس عصام فارس الذي يعرف هذا الواقع جيداً…

ويقول إنّ خدام تآمر على المقاومة عام 1993… فليخيّط بغير هذه المسلّة.

وقال إنّ غازي كنعان طلب منه أن يستقبل وليد جنبلاط… يا ليت غازي كنعان كان يحكي معه، نذكره بأنّه عشية التمديد كان لحود قد دعا جنبلاط ووالدته وزوجته الى عشاء في قصر بعبدا، فاتصل به رستم غزالي وطلب منه أن يلغي الدعوة، فألغاها قبيل حصولها بساعات قليلة!

كما يقول كل الاغتيالات حدثت بعد مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري… والسؤال: ألم يكن هو رئيساً بعد اغتيال الحريري؟!. ثم ألم يكن مسؤولاً عن الضباط الجدد الذين تسلموا المقاليد بعد الضباط الأربعة؟!.

والأهم: كل الشهداء الذين سقطوا بعد الحريري هم من 14 آذار؟ فمن المسؤول… وإذا كان يتهم القيادة الأمنية الجديدة المحسوبة على 14 آذار فهل يقتل هؤلاء جماعتهم؟!.

ويتحدث عن الحلف الرباعي، ولكن في هذا الملف اثنين من حلفائه: «حزب الله» وحركة «أمل»… فهل يتهمهما بأنهما يعملان ضدّه وضد لبنان في مفهومه؟

ويقول: ليتهم يطلبونني الى المحكمة ثم يقول: إذا طلبتني المحكمة أقرّر في حينه ما إذا كنت سأستجيب أم لا… «فاجأتك مو؟..»!

يتهم جماعة 14 آذار بقبض المعاشات ويقول إنّ جماعة 8 آذار لا علاقة لهم بالقبض… وفي مكان لاحق يقول: هو ضدّ القبض لأنّ الدافع والقابض يتساويان… ولكن هل يفسّر لنا تحت أي نظرية تدفع إيران ثروات طائلة لـ»حزب الله»؟!. تحت أي نظرية يقع هذا؟!.

اما تحفة التحف فقوله إنّ الرئيس ميشال سليمان غير شرعي… ويكفي فخامة الرئيس سليمان أنّه أوّل رئيس بعد عهد الوصاية، ونقول له لو كان سليمان يريد أن يعمل مثل غيره لكان مدّد بكلمتين يقولهما لـ»حزب الله»… كما يكفيه فخراً أنّه جاء بأربعة مليارات دولار للجيش اللبناني من المملكة العربية السعودية.

نعرف أننا نفنّد كلاماً تافهاً، ولكن كي لا يبقى شيء من ترهاته عالقاً في الأذهان وكأنّه حقيقة.