IMLebanon

من الأكذب إسرائيل أم روسيا؟

 

في الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الى روسيا، وتحديداً الى سوتشي ولقاؤه فلاديمير بوتين، كان لافتاً أنّ إسرائيل تخاف أن تحتل إيران مكان «داعش».

وهذه هي الزيارة السادسة التي يقوم بها نتانياهو الى روسيا، ما يدل الى مدى اهتمامه بالروس وحرصه على إقامة علاقات طيّبة معهم.

أولاً- إنّ إسرائيل اغتالت نجل عماد مغنية والجنرال الايراني بلحاس في الجولان، لأنها تعتبر الجولان خطاً أحمر.

ثانياً- طوال الحرب السورية كانت إسرائيل تراقب ما يجري في الجولان، كما لاحظنا أنّ «داعش» لم يقترب من الجولان إطلاقاً، وهذا أمر لافت للنظر والإهتمام، ويدعو الى كثير من التساؤل.

ثالثاً- الاتفاق الجديد بين الأميركي والروسي ينص على الوجود في الجولان ودرعا التي مساحتها توازي مساحة لبنان… وعندما يكون الاميركي موجوداً في أرض خارجية ما فهذا يعني أنه لن يكون شريكاً مع طرف آخر، خصوصاً أي طرف أممي.

رابعاً- العلاقات الروسية – الاسرائيلية: تاريخياً يقول الروس إنّهم مع العرب وقضيّتهم الأولى فلسطين، ولكن في الواقع فإنّ أوّل دولة اعترفت بإسرائيل كانت الاتحاد السوڤياتي، وأكثر دولة ورّدت يهوداً الى إسرائيل كانت روسيا من ضمن الاتحاد السوڤياتي.

خامساً- الحرب السورية مستمرة منذ العام 2011 والسلاح الذي يتدفّق من إيران الى سوريا قصف الاسرائيلي قوافله مرات عديدة، ولو كانت إسرائيل لا تريد التدخل الروسي في سوريا لكانت أجبرت الولايات المتحدة الاميركية على التدخل… ونذكر أنه في أيام الرئيس السابق باراك أوباما كانت واشنطن على أهبة التدخل ضد النظام السوري الذي استخدم الاسلحة الكيميائية ضد شعبه، ولكن تدخلت روسيا وأوقفت الضربة الاميركية بعد تعهّدها بنقل الكيميائي السوري الى الخارج.

سادساً- باتت الحرب في سوريا وأهدافها مكشوفة، خصوصاً أنّ الاميركيين والروس يهمّهم بيع السلاح، ولا تجارة سلاح رائجة من دون الحروب والنزاعات، هذا ما تدركه إسرائيل جيداً، وهي ليست بعيدة عن الصفقات.

سابعاً- كل ما يجري في سوريا يدخل في إطار اتفاق أميركي – روسي، وكما نعلم جيداً فإن الاميركيين حرصاء دائماً على مصلحة إسرائيل، وكل ما يجري في المنطقة العربية منذ العام 1973 ينضوي ضمن هدفين:

1- القضاء على الجيوش العربية.

2- إحياء الفتنة السنّية – الشيعية.

وهذان الهدفان يصبّان في مصلحة إسرائيل وحدها دون أي طرف آخر.

من هنا نرى أنّ الكلام كله عن تخوّف إسرائيلي من الدور الايراني هو كذب بكذب بكذب فهذا الدور يصب في مصلحة الاسرائيليين بدءًا بتدمير العراق فتدمير سوريا فتدمير اليمن فتدمير ليبيا فتدمير البحرين… وهذا ما حققته الثورة الايرانية التي تدّعي أنها إسلامية.

عوني الكعكي