Site icon IMLebanon

«من جاور الظالمين لا يعرف الظلم نهاد»  

  بالتأكيد نعتذر كلبنانيين من الفنان زياد عيتاني، نعتذر لأنّ معظمنا شارك في الجنون التي تلت توقيفه، فإمّا جلدناه وحاكمناه ودمغناه بالعمالة، وإمّا تبرّأنا منه وتركنا عائلته فريسة مجتمع مريض نفسيّاً يتسلّى بأوجاع النّاس وعذاباتهم، مجتمع يعيش بعقليّة التخلّي عن الضعيف والبريء والمفترى عليه، مجتمع يلوك سمعة الناس وأعراضهم ويزيد ويزايد عليها، بالتأكيد نعتذر، أمّا الظالمون فهم مأبلسين في نفوسهم مرضى «أنا خير منه» أو «أنا ربّكم الأعلى»، شاهدوا بعض اللوحات الإعلانيّة على الطرقات وستصدّقون ما نقول!

غرّد وزير الداخلية نهاد المشنوق عبر «تويتر»: «كل اللبنانيين يعتذرون من زياد عيتاني. البراءةُ ليست كافية. الفخرُ به وبوطنيته هو الحقيقةُ الثابتة والوحيدة. والويلُ للحاقدين، الأغبياء، الطائفيين، الذين لم يجدوا غير هذا الهدف الشريف، البيروتي الأصيل، العروبي الذي لم يتخلّ عن عروبته وبيروتيته يوماً واحداً» ويا ساعة «اللي غرّد فيها»، لم يفاجئنا أنّ أوّل المسارعين للهجوم على الوزير المشنوق كان النائب وليد جنبلاط فهي «عادتو ولّا مشتريها»، فالبيْك «ظالم»، البيْك أساساً لم يعتذر من بيروت وأهلها التي أحرقها بين العامين 1984 و1987 وأعاد إليها جيش الاحتلال السوري لم يعتذر منها منذ انتهاء الحرب وعلى مدى خمسة عشر عاماً كان فيها حليف الوصاية، تذكّر أن يعتذر منها ومن أهلها بعد 14 شباط العام 2005، ثم خاف من «الديكتاتور» و»السلاح» وتذكّر الشام التي حنّ إليها بعد انتخابات العام 2009 وركض إلى أحضان بشّار الأسد بعدما أمعن هذا الأخير في إذلاله على يد غسان بن جدّو على شاشة «الجزيرة»، مثل هذا النمط من السياسيين لا يعرف ثقافة الاعتذار من المظلوم لأنّه اعتاد الاعتذار من الظُلّام والقتلة!

كالعادة غرّد «البيْك» المثقّف، مهاجماً «بصفاقة» نائب بيروت نهاد المشنوق، ولو كان المتهم في واحدة من قرى البيْك التي يورّثها لـ»لوليّ عهده» لكنّا شاهدناه مع الوريث في بيت أهل المتهم وبالطبل والزّمر يتحدّث بالبراءة، بس ابن العيتاني، لأ، ـ اسمحوا لنا أن نقولها وبالمشبرح ما شاهدناه من طائفيّة مقرفة باعتبار رئيس جهاز أمن الدولة مسيحي وسوزان الحاج حبيش جرى توقيفها لأنّها مسيحيّة ـ خرج «البيْك» على تويتر متفيقهاً أن: «لا علاقة للبنانيين بالاعتذار من عيتاني وما من احد فوّض الوزير التحدث بإسمهم وعلى السلطة الاعتذار من اللبنانيين لكثرة الفساد والفوضى في مطبخها الممغنط»، «ليْك يا بيْك» اكتفى منك اللبنانيّون، بليز «لا تغرّد»!!

وليد جنبلاط لا يتقن ثقافة الاعتذار، لم ننسَ بعد الظلم الجائر الذي تعرّض له الشيخ بهيج أبو حمزة ولم يرفّ جفن للبيْك، بل طار صوابه عندما أخليَ سبيل أبو حمزة، هكذا نفسيّات «بدها توعظ» اللبنانيين؟

أمّا الذين جنحوا إلى الحديث عن الغايات الانتخابيّة، فـ»حاج يتفلسفوا علينا» بيروت أدرى بأبنائها، بل ومخلصة لهم، والذين يقودون الحملات ضد نهاد المشنوق معروفون، وبالإسم أيضاً، ما تواخذونا، في تشرين الثاني صدر أمرٌ كنعاني بإقصاء نهاد المشنوق عن الرئيس الحريري لقصّ واحد من أهمّ أجنحته، وللمفارقة صبيحة 4 كانون الأوّل 1998 أيْ بعد شهر واحد، سمع الرئيس الراحل رفيق الحريري عبر الراديو ـ خبر قبول إميل لحود استقالته، وأبعده نظام الاحتلال السوري عاميْن، حتى أعادته انتخابات كاسحة عام 2000 إلى رئاسة الحكومة.

أستعير تغريدة وزير الداخلية نهاد المشنوق، وبالإذن من الشاعر «الأبله العراقي»: «لا يعرف الظلم إلا من يكابده»، وقد استعار معاليه من قصيدة «رضاك خير من الدنيا وما فيها» وهذه القصيدة من شدّة جمالها نسبت للمتنبي ولغيره من الشعراء وأرجح الأقوال أنها للشاعر الأبلهُ العراقي: «لا يعرف الشوق إلا من يكابده/ ولا الصبابة إلا من يعانيهـا/ لا يسهر الليل إلا من به ألـمٌ/ لا تحرق النار إلا رجل واطيها:، وبالإذن من الشّاعر أيضاً «ثمّ الصلاةُ على المختار من مُضَرٍ/ محمد سيد «الأكوان» وما فيها»، والسلام.