IMLebanon

من يملُك منسوب الجرأة  ليُلاقِ الحريري

الرئيس سعد الحريري سيرٌ إلى الأمام:

لا تهاون، لا تراجع، لا عودة إلى الوراء، صدقٌ في الوعود ومتابعة دقيقة لكل التفاصيل.

في توقيتٍ مدروس لإعلان بعض المواقف، إختار الرئيس الحريري دردشةً مع الصحافيين في دارته في بيت الوسط ليؤكِّد المؤكَّد وليُعلِن جملةً من المواقف التي يُفتَرض أن يسمعها القريب والبعيد على حدٍّ سواء.

الرئيس الحريري يُعلِن بالفم الملآن أنه لو توافر النصاب للجلسة المقبلة لانتخاب رئيس الجمهورية فإنَّ المرشح النائب سليمان فرنجيه لديه ما يكفي من الأصوات للفوز.

يواصل رفع السقف فيُحدّد من يعطّل عملية الإنتخاب ويمنع اكتمال النصاب هو النائب ميشال عون وحزب الله. وفي اعتقاده أنَّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أراح حزب الله عندما رشح عون. وشدّد على رفض ربط حزب الله إجراء الإنتخابات بسلة واحدة مع رئاسة الوزراء وقانون الإنتخاب قائلاً:

إذا كان حزب الله يريد فعلاً طرح السلة فنحن نريد أن تشمل هذه السلة سلاح الحزب تحديداً وعليه أن يعرف في النهاية أنّه مكوِّن كسائر مكونات البلد.

بكلامٍ آخر فإن الرئيس سعد الحريري يريد أن يقول:

ما من أحد وحدَه في هذا البلد، وما من أحد يستطيع أن يهيمن على البلد، الجميع يجب أن يشاركوا في السرَّاء والضراء سواء بالنسبة إلى المشاركة السياسية أو بالنسبة إلى تحمل الأعباء على كل المستويات.

بهذا المعنى لا يستطيع أحدٌ أن يفرض أجندته السياسية على أحد، ولا يستطيع أحد أن يقول إنَّ لديَّ سلة سياسية وتعالوا لنتفاهم عليها، فالتفاهُم يكون بين الجميع ومن أجل الجميع، وفي ما عدا ذلك يُعتبَر هيمنةً لا أحد يريدها.

في مطلق الأحوال، فإنَّ الرئيس سعد الحريري باقٍ في البلد لأن الإستحقاقات كبيرة والتحديات أكبر، والمواقف التي يتخذها تؤشِّر إلى أنَّ مرحلةً جديدة قد بدأت ولا عودة إلى الوراء تحت أي ظرف من الظروف، خصوصاً أنَّ البلد ليس فيه سياسة فقط بل شؤون إنمائية ومعيشية وغير ذلك، ويبدو أنَّ الرئيس سعد الحريري بات معنياً بها أكثر من أيِّ وقتٍ مضى لأن الحكومة لا تقوم بواجبها كما يجب.

فهو بات معنياً بكل الملفات بدءاً من ملف النفايات وصولاً إلى ملف رئاسة الجمهورية.

مع ذلك فإنَّ الأمور تزداد صعوبةً في البلد، فإذا كانت يدٌ واحدة لا تصفق، فإنَّ شخصاً واحداً لا يستطيع أن يقوم بكل الأمور وحده.

سعد الحريري يقوم بواجباته وأكثر، فمَن يلاقيه في منتصف الطريق؟

الرئيس سعد الحريري يبلغ قمة الجرأة والشفافية بالحديث عن نقاط جريئة لم يسبق لأحد أ تطرَّق إليها، يقول إنَّ مبادرته ترشيح الوزير فرنجيه أحدثت خلطاً للأوراق السياسية، وإنَّ وجود رئيس للحكومة من ١٤آذار يقلِّص كثيراً الإنقسام السياسي القائم. يكشف تمسكه بالوزير فرنجيه وبأنه سيلتقيه قريباً.

مجدداً، مَن يملك هذا المنسوب من الجرأة ليُلاقِ الزعيم الشاب في منتصف الطريق.