هذا ما قاله الرئيس الأسبق اميل لحود من على شاشة تلفزيون، ولا أظن أنّ شاشة أخرى تتحمّل سخافة آرائه وكلامه.
لن أتوقف عند هذا الكلام السطحي، لأنّ مَن يعلم مَن هو أميل لحود لا يفاجئه كلامه.
بداية هذا الضابط في الجيش الذي أمضى أيامه «يتشمّس» ويلبس «سترينغ» بالألوان الفاقعة التي يتباهى بها ليس علمه من أوصله الى قيادة الجيش، والقصة معروفة: عندما أخذ المرحوم حافظ الأسد ملفات الضباط المرشحين لقيادة الجيش، وجد في ملف اميل لحود ورقة واحدة فيها «لم يقرأ كتاباً في حياته» فقال الأسد: هذا الذي سيكون «أفضل» قائد.
وتميّز نجاحه بالإطاعة، ويشبه الى حد بعيد الببغاء؛ فلا يفكر، ولا يقرّر، لا يأخذ، ولا يعطي، فقط ينفذ حتى لو جاءت الأوامر ضد مصلحته الشخصية.
يقول اميل لحود إنّه رفض 500 ألف دولار من الرئيس الحريري لتوزيعها رواتب للضباط بذريعة أنّ كرامته الشخصية لا تقبل ما اعتبره رشوة.
وهنا أود أن أذكّره أنّه عندما عرض الرئيس الحريري دفع الـ500 ألف دولار كانت للضباط جميعاً وليس لمسلم أو لمسيحي أو لدرزي، لمقرّب من الحريري أو لبعيد عنه.
والحقيقة الـمُرّة أنّه بسبب تدهور العملة، الدولار كان أساساً في حدود 3 ليرات، ثم وصل الدولار الى ثلاثة آلاف ليرة، بمعنى أنّ مرتبات الضباط وصلت الى نسبة 10 بالمئة فقط من قيمتها، فالذي كان راتبه يوازي ألف دولار مثلاً صار يوازي 100 دولار؟
فعندما تعطي للضباط كلهم تكون رشوة؟
اليوم قدّمت السعودية للجيش هِبَة 3 مليارات ثم ملياراً إضافياً للجيش وقوى الأمن الداخلي، فهل هذه رشوة؟
وإذا كان اميل لحود هو المقاوم وهو الممانع، نحب أن نسأله: ما هي إنجازاته؟ وهل تنفيذ الأوامر السورية من دون تفكير هو إنجاز؟
أقصى رفيق الحريري سنتين (بين 1998 و2000) فماذا كانت النتيجة؟ كانت أنّ ضمير لبنان، الذي هو الرئيس الدكتور سليم الحص سقط في الانتخابات اللبنانية مقابل امرأة هي السيدة غنوة جلول، ولأوّل مرة يتوحّد أهل السُنّة ويصبح لهم زعيم واحد اسمه رفيق الحريري.
لا أريد أن أدخل، بعد، في ارتكابات اميل لحود، ويكفي النادي الذي صادره في برج الغزال (الاشرفية) وحوّله الى منزل له، ليته يشرح لنا هذا الإنجاز.
رحم الله العميد ريمون إدّه عندما وصف اميل لحود بقوله: «نص كِم، نص لسان، نص عقل».. وكم كان العميد دقيقاً في هذا الوصف؟