لن تدخل قوى 8 آذار في بازار تقييم كلام الرئيس سعد الحريري في ذكرى استشهاد والده.. لم تشأ مصادرها التعليق على كلام الحريري «لا سلبا ولا ايجابا» انطلاقا من الحرص على اهمية عدم وضع «العصي في دواليب الحوار» وعلى قاعدة ان رئيس الحكومة السابق كان مضطرا لبرمجة خطابه بهذه الطريقة لاعتبارات سياسية وشعبية وحسابات داخلية وخارجية لسنا معنيين بها..
لكن ترفع هذه القوى عن مقاربة كلام رئيس تيار المستقبل، لم يمنعها من التاكيد بأن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله «كفى ووفى» في هذا المقام ووضع النقاط على الحروف ورد بطريقة مباشرة على كل ما قيل وما سوف يقال من الحريري او غيره..
في واقع الامر، فان ما يهم هذه القوى من كلام الحريري هو المساحة الحقيقية لمكافحة الارهاب التي اوجدها في خطابه ولاقاها السيد نصرالله برحابة صدر.. ووفقا لمصادر رفيعة في هذه القوى فان الدعوة المشتركة من قطبي السنة والشيعة في لبنان لوضع «استراتيجية وطنية لتوحيد اللبنانيين في مواجهة التطرف وتداعيات الحروب المحيطة» كفيلة بصنع الفرق الامني والسياسي وتجنيب البلد الازمة المقبلة في المنطقة على اكثر من صعيد…
واضافت المصادر بأن خير دليل على ضرورة تثبيت هذه الاستراتيجية هو الكم الهائل من المعلومات والتحذيرات الاستخباراتية حول دقة الوضع الامني في البلد في المرحلة المقبلة، ملخصة هذا الكلام في جملة واحدة «لبنان مقبل على زلزال خطير بعد ذوبان الثلوج وهذا يحتاج الى تهيئة الارض مسبقا لتكاتف كل اللبنانيين ووقوفهم صفا واحدا في مكافحة الارهاب».
وعلى هذا الاساس، جزمت المصادر بأن استراتيجية مكافحة الارهاب اصبحت بندا رئيسيا اليوم على جدول حوار «حزب الله – المستقبل» بعد الانتهاء من بند تخفيف الاحتقان، دون ان تستبعد ان يبدأ النقاش في هذا الموضوع في جلسة اليوم المنتظرة بينهما..
وعلى ذمة المصادر ذاتها، فان تنفيس الاحتقان ومكافحة الارهاب شكلا منذ اللقاء الاول بين الحزب والمستقبل اللبنة الاساسية للحوار بينهما على اعتبار انهما الطرفان المعنيان مباشرة في اعادة تأهيل الوضع في الشارع اللبناني بعد تفشي التطرف في الزواريب والاحياء، ولعل التوسع في هاتين النقطتين ومحاولة تجاوزهما هو اكثر ما ينتظر على الصعيد اللبناني حاليا وفي المدى المنظور… في حين ان رئاسة الجمهورية لا تدخل جديا في سياق الحوار على اعتبار انها البند الاسهل على القائمة، وهذا الكلام يمكن استشفافه بسهولة اقله من حزب الله الذي اختصر موضوع الرئاسة منذ اللحظة الاولى وحول وجهته حصرا الى الرابية وعمادها ميشال عون..