IMLebanon

مَن يرفع الصوت ويطالب بحقوقنا..؟

    

بادرني صديقي ابن عكار بلهجة لا تخلو من عتاب المحب: تتكلم عن الغبن اللاحق ببيروت وأهلها، ولكن هل بقيت مناطقنا أحسن حالاً من بيروت؟

وأردف بكلمات تطفح بالغضب: نحن في عكار لا نعرف معنى المشاريع، ولا تصل إلينا أدنى الخدمات، والجيش يبقى هو الملاذ لشبابنا، بمن فيهم خريجو الجامعات، الذين لا أحد يأخذ بأيديهم لإيصالهم إلى حقوقهم في الوظيفة العامة. وحتى الأوتوستراد الذي طال تنفيذه سنوات، أصبح أشبه بطريق الموت السريع، بسبب سوء التنفيذ، وما تسببه من فوضى في السير!

وتابع الرجل، وهو أستاذ جامعي متقاعد: كنا نعتبر زهرة المدائن طرابلس، عاصمة للشمال كلّه، كما كانت مقصد أهلنا الشماليين من كل الطوائف، ومن كل المناطق، واليوم تحوّلت إلى قرية كبيرة، بعدما انتقلت الأسواق إلى قرى الأقضية حولها، وبقيت مشاريعها معطلة، وأصبحت أفقر مدينة على ساحل المتوسط، حسب دراسات الأمم المتحدة، رغم توفر كل الإمكانيات والتسهيلات لتجعل منها العاصمة الاقتصادية للبنان، حيث المرفأ الكبير، والمعرض المعطل، ومطار القليعات المقفل، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

ويأخذ صاحبي نفساً عميقاً قبل أن يتابع: أينما ذهبت في المناطق ذات الأكثرية السنية، ترى أبشع مظاهر الإهمال، وغياب مشاريع الإنماء، من إقليم الخروب، إلى البقاع الغربي، وصولاً إلى منطقة العرقوب. والأدهى من كل ذلك، أن هناك إصراراً من أبواق معيّنة على اتهام شبابنا بالتطرّف، وتكرار محاولات توصيف مناطقنا بـ«بيئات حاضنة للإرهاب»!

ويختم الرجل والحسرة تخنق كلماته: الوزير جبران باسيل طوشنا بمزايداته وخطابه الشعبوي عن حقوق المسيحيين، ولكن مَن يرفع الصوت عندنا ليطالب بحقوقنا، ورفع الغبن عن مناطقنا؟