كان لافتاً شريط الڤيديو الذي عمّمته المواقع الالكترونية على نطاق واسع ويبدو فيه قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني وهو في الفلّوجة، في الجانب الذي أخلته قوات «داعش»… وكان سليماني يستقبل ويودّع، يعطي التعليمات والتوجيهات الميدانية، وكان يرافق سليماني عدد من كبار ضباط الحرس الثوري الايراني بينهم باكبور قائد القوة البحرية في الحرس الثوري وأيضاً قائد ميليشيات «بدر» هادي العامري، وقائد فرقة المغاوير في الشرطة الاتحادية حيدر المطوري الملقب بأبو ضرغام وآخرون من الضباط العراقيين الذين يتلقون الأوامر من سليماني…
ومع ذلك يقولون إنّ المملكة العربية السعودية تتدخل في العراق وأنّ دولاً عربية أخرى هي أيضاً تتدخل.
فعلاً إنّه تزوير للحقائق الواضحة وضوح الدماء البريئة التي تراق من أهل السُنّة في الفلّوجة وسواهم من الشعب العراقي.
فماذا تريد إيران من العراق؟
وما علاقة إيران بالعراق سوى تعزيز الفتنة السنّية – الشيعية وقتل الأبرياء؟
إنّ ما يجري في العراق هو واحدة من أكبر جرائم العصر، توازيها في بشاعتها جريمة النظام السوري في قتل شعبه وتشريده في أربعة أقطار المعمورة، وتدمير المدن والأرياف على رؤوس السوريين.
بالتأكيد انّ ما يجري في العراق هو جريمة كبرى… هذا يُراق دمه لأنه سنّي، وذاك لأنه شيعي، وأمّا الرئيس الاميركي باراك أوباما فيقول إنّه لا يتدخل لأنه قرّر وقف التورّط الاميركي.
ألا يوجد في هذا العالم شيء إسمه الانسانية؟ ألا يوجد شيء إسمه الضمير العالمي؟
أين الامم المتحدة؟
أين مجلس الأمن الدولي؟
أو أنّ قتل المسلمين مباح، وتشريد المسلمين مسموح… واستنفاد قدرات العرب والمسلمين مخطط يلتقي عليه «الكبار» الذين لا يلتقون إلاّ على حساب الشعوب المغلوبة على أمرها، المصادر قرارها، المستباحة أرضها وسيادتها؟
المجازر ترتكب بذريعة محاربة الارهاب وتحديداً «داعش»، كما ارتكبت المجازر سابقاً بذريعة مقاتلة «القاعدة»…
وإلى أين العراق؟
بكل وقاحة يعلن حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، عن تحرير الفلّوجة.
فليصمت العبادي، ويترك الكلام الى معلمه قاسم سليماني…
فأي دور لك يا العبادي؟
أنت مجرّد شاهد زور.
عوني الكعكي