IMLebanon

مَن يجب أن نصدق؟

منذ بداية الشغور الرئاسي كان رئيس المجلس دولة الرئيس نبيه بري يقول: يجب أن يتفق إخواننا المسيحيون على إسم مرشح للرئاسة وأنا جاهز لانتخابه… والذي حدث أنّ المسيحيين لفترة طويلة لم يتفقوا، وهكذا كان الرئيس نبيه بري محقاً في موضوع انتخاب رئيس بالرغم من أنه يعيّـن الجلسات لانتخاب رئيس، وكانت الفترة بين 3 أسابيع و4 أسابيع بين الجلسة والجلسة… هذا أولاً.

وكذلك كان بعض أعضاء كتلته النيابية يشاركون في الجلسات وهذا ثانياً.

وبعد مرور أكثر من سنة ونصف السنة اتفق الدكتور سمير جعجع والجنرال ميشال عون (18  كانون الثاني الماضي 2016) على وثيقة تلتزم بـ«اتفاق الطائف» وتتضمن أيضاً بعض النقط المهمة، ولم تترك موضوعاً من المواضيع الحساسة إلاّ وكان هناك اتفاق عليه.

بعدما تنازل د. سمير جعجع عن ترشيح جماعة 14 آذار قام هو شخصياً بترشيح الجنرال ميشال عون.

وكان المفترض بعد هذا الاتفاق الذي يعبّر عن أنّ المسيحيين (أي الأكثرية المسيحية) اتفقوا كما كان الرئيس نبيه بري يطلب!..

جميل… ولكن ماذا حدث بعدما رشح الدكتور سمير جعجع الجنرال ميشال عون؟

بكل بساطة نسي دولة الرئيس أو تناسى ما كان يردده غير مرة وفي مناسبات عديدة طوال سنة ونصف السنة، فأطلق معزوفة جديدة ألا وهي «السلة»، وقال: علينا أن نتفق قبل انتخاب رئيس على «السلة» التي تتضمن:

1- الاتفاق على رئيس الحكومة.

2- الاتفاق على الوزارات.

3- الاتفاق على أسماء الوزراء.

4- الاتفاق على قانون الانتخابات النيابية.

5- الاتفاق على المراكز الحساسة في الدولة(…).

رحت أبحث في الدستور علني أجد فيه ما طرحه الرئيس بري خصوصاً أنّ دولته محامٍ بارع ورجل قانون ورئيس المجلس التشريعي منذ نحو ربع قرن فلم أجد أي كلمة أو أي إشارة توحي بأنّ ما تتضمنه تلك السلة هو حال قانونية – دستورية.

وهذا ما جعلني أتساءل لماذا يصرّ الرئيس بري على السلة وما هو المستجد الدستوري لكي يصر على طلبه؟

بكل بساطة أريد أن أبرئ الرئيس بري من أي تهمة عسى أن يكون طلبه خوفاً من الذين يعرقلون تشكيل الحكومات وأسماء الوزراء وأسماء الوزارات.

على كل حال، الأخطر من مواقف الرئيس نبيه بري ما جاء وما يردد جميع المسؤولين الكبار في الحزب الإلهي من دعمهم الذي لا يقبل أي مجال للمساومة أو أي تراجع بل العكس، فعندما يقول السيّد نصرالله إنّ الحرف الأوّل من اسم مرشح الحزب الإلهي لرئاسة الجمهورية هو ميشال عون، ثم تدرّج بقوله إنّ الجنرال عون ممر إلزامي لانتخاب رئيس للجمهورية، وآخره الشيخ نعيم قاسم الذي قال بصوت عالٍ لو قامت الدنيا أو قعدت فلا يمكن أن يتم هذا الاستحقاق، أي لن يكون هناك رئيس للجمهورية إلاّ الجنرال ميشال عون.

كلام جميل، ولكن كيف نترجم هذا الكلام؟

(1)- هل نترجمه بالإمتناع عن النزول الى المجلس النيابي في الجلسات التي خصصت لانتخاب رئيس وأصبح عددها لغاية اليوم 44 وذلك خلال سنتين ونصف السنة.

(2)- لو كان الحزب الإلهي يريد فعلاً الجنرال عون لماذا لم يطلب من الرئيس بري ذلك بل العكس وكأنه متفق مع الرئيس بري ليقول الأخير إنني أعلمت الحزب الإلهي انني لن أؤيّد الجنرال ميشال عون مهما حدث… والذي يعلم في داخل الطائفة الكريمة يعلم جيداً أنّ كلام الرئيس بري ليس دقيقاً بل العكس فالتنسيق بينه وبين الحزب الإلهي قائم 100/100.

(3)- كما هو معلوم وكما يقول السيّد نصرالله إنّه جندي في جيش ولاية الفقيه يقول الوزير سليمان فرنجية بأنه مع سوريا ومع الرئيس الأسد شخصياً ومع الحزب الإلهي أيضاً 100/100 فلماذا لا يطلب الحزب الإلهي الذي يعلن يومياً أنه يريد الجنرال رئيساً لماذا لا يطلب من الوزير سليمان أن يؤيّد الجنرال؟..

عوني الكعكي