IMLebanon

من يستخدم زناد الحرب؟!

اذا سلمنا جدلا بان ايران لن تصمت على استشهاد احد كبار قادتها العسكريين، يصبح من الضروري التساؤل عما اذا كانت الضربة ستأتي من ايران مباشرة وهذا مستبعد تماما، الامر الذي يوحي بانه لا بد لحزب الله من ان يتحرك من جنوب لبنان بالتحديد، قياسا على ما يقال عن ان في كل بيت جنوبي قطعة سلاح وفي كل مخزن مئات الصواريخ، اضافة الى ان فتح المعركة من الجنوب لا بد وان يلقى  ترحيبا حارا من طهران ومن سوريا في وقت واحد، فضلا عن ان اسرائيل قد لا تتوانى عن الرد في عمق المناطق اللبنانية ما يؤكد بالتالي ان العالم لن يقبل بذلك، في حين لن يكون بوسع احد العتب على حزب الله وعلى من طلب منه اعلان الحرب؟!

وعلى اساس ما تقدم فان الحرب لا بد واقعة بمجرد تحريك حزب الله آلته العسكرية، بعكس كل ما قيل ويقال عن محاذير وجود قوة الطوارئ الدولية في الجنوب، حيث من المؤكد ان هؤلاء لن يمنعوا حصول الحرب قياسا على ما سبق حصوله في حرب العام 2006 حيث ادت انذاك الى منع تحريك «الدوليين» ليس هربا من الحرب بل خوفا على انفسهم من مخاطرها!

اصحاب هذا الرأي يتوقعون اكثر من ذلك، طالما ان القرار سيتحول تلقائيا الى حزب الله،  ولن يكون بوسع الحكومة ان تفعل اكثر من مناشدة العالم التدخل لوقف الحرب بعد ان تكون اسرائيل ضربت كل ما في وسعها الوصول اليه مثلما حصل يوم تدمير الجسور والابنية، لاسيما في الضاحية من غير ان تتأثر  آلة الحرب لدى حزب الله الذي كان لا يزال مستعدا لمواصلة حربه ولو على حساب لبنان واستقراره لان هم الحزب الاساسي مصلحته ومصلحة ايران وسوريا ايضا!

ان تهديد ايران بــ «عواصف مدمرة» لن يكلف طهران سوى اغداق المزيد من السلاح على حزب الله، الا في حال كان هناك خوف من رد فعل اسرائيلي يجعل بنيامين نتانياهو  يفكر بتخطي حدود حربه مع الحزب في لبنان وسوريا،  الى عمق ايران، وتحديدا حيث المفاعلات النووية الايرانية التي سبق للدولة العبرية ان هددت بتدميرها في حال احست ما يفهم منه ان الايرانيين دخلوا الحرب مباشرة وليس بواسطة الحزب او السوريين، ممن قد يجدون انفسهم مكرهين على فتح حدودهم امام الايرانيين والحزب (…)

ان ضربة الحوثيين في اليمن ليست مجرد عبارة استراتيجية داخلية بقدر ما تسمح لايران  بان تفتح معركة او  ان تتحرش بمحيط اليمن، وتحديدا في منطقة باب المندب، حيث الظروف  ستكون متاحة امام تدخل غير مباشر من ايران، التي ستجد نفسها مضطرة لان تتصرف عشوائيا في حال لمست ان محادثاتها مع اميركا والغرب ستصل الى طريق مسدود.

كذلك فان ما يقال عن ان ايران ستكون مكرهة على دخول الحرب غير عابئة بالنتائج على رغم ان اقتصادها تحت الصفر وهكذا اوضاعها السياسية والمعيشية الداخلية.

هذا المشهد ليس مجرد تصورات قد لا تجد من يترجمها على الارض، خصوصا ان اي تحرك ايراني لا بد وان يشعل منطقة الخليج عموما ودول مجلس التعاون خصوصا، من غير حاجة الى القول ان ايران ستخاف من الاسوأ، على رغم كل ما يقال عن امكان حصول حرب عالمية ثالثة، تسمح بتغيرات جذرية في هذه المنطقة من العالم، من ضمن دلائلها تراجع اسعار النفط الى مستويات قياسية تكاد تقضي على اقتصادات الدول المنتجة للنفط؟!

ان تكبير صورة الازمة في حال «كبس» احدهم على الزناد النووي، فان ايران ستلعب ورقة علي وعلى اعدائي يا رب، وصولا الى جر سواها الى حرب غير محمودة النتائج، ليس قياسا بتأثيرها على دول المنطقة بل لان هناك جهات تتصرف وكأن المنطقة قد تخلت عن انظمتها الى جحافل «داعش» وكل من له علاقة بالتطرف المذهبي الذي يكاد ان يتطور باتجاه الاسوأ على مدار الساعة، بعكس كل  ما تدعيه الدول الكبرى من ان ضرباتها الجوية ستقضي على الغوغاء الذي بدل الكثير من شكل العراق وسوريا، ولا يزال قادرا على تسجيل المزيد من السلبية؟!

من حيث المبدأ، لا تبدو ادانة الاعتداء الاسرائيلي عملية ذات نتاج ايجابي، وهذا سينطبق في اي رد قد يصدر عن ايران، مع ما يعنيه ذلك من اعادة خلط الاوراق في المنطقة، ليس مباشرة، بل بعد ان تكون دول الخليج قد جربت طعم الحرب مباشرة، وبعد طول اتكال على المجالات الحربية والسياسية البعيدة عنها؟!