من يسعى إلى خلق أجواء فتنة وتوتر في مدينة الهرمل؟ ومن صاحب المصلحة في نكء جراح عائلية ثأرية، في توقيت غير صائب، مشحون بعصبية العائلات نتيجة الأجواء الإنتخابية؟ وهل هناك من يسعى الى إطاحة الإنتخابات في المدينة قبل يومين من موعدها؟
تختصر هذه الأسئلة القلق الذي تعيشه الهرمل، منذ ليل أول من أمس، بعدما رمى «خفافيش الليل» بياناً في المدينة سعى الى إثارة خلاف عائلي مضى عليه أكثر من عام بين عشيرتي علوه ودندش، ذهب ضحيته الشاب ساري دندش، وتبعه بعد اشهر تعرض الشاب علي حسين علوه لإطلاق نار ما أدى إلى إصابته بالشلل.
البيان الذي أجمعت عشائر الهرمل، ومن بينها عشيرة علوه، على وصفه بـ «بيان الفتنة»، تضمن ما يشبه رسالة إلى عائلة المغدور ساري دندش، ذُيّلت بتوقيع «عشيرة آل علوه».
بيان مجهول ينبش خلافات عائلية عشية يوم الاقتراع
وجاء فيها أنه «بعد حوالي خمسة اشهر من مقتل إبنكم، اُطلقت النار غدرا على الشاب علي حسين علوه من قبل شخص كان يأوي بيننا، مؤتمناً على عرضنا، وقد نأيتم عن هذا العمل الجبان. ولذلك نبعث إليكم برسالتنا. بداية لنستعد ما حدث منذ وقعت الحادثة: بعثت عشيرتنا بكتابين تبرّأت فيهما من دم القتيل فقوبلا بالرفض متسلّحين بأدلة زعمتم أنها دامغة واضحة تظهر مفتعل الجريمة، وانتظرنا طويلاً، فلا أدلة أتت ولا جاني ظهر، بل اتهام عام بحجج واهية. وبهذا التصرف العبثي المستخف بأعرافنا وتقاليدنا أبحتم دماءنا من غير وجه حق. وبناء على ما تقدم نعلن الآتي: إن آل دندش هم القتلة بتأكيد من الأدلة الجنائية التي أثبتت أن الرصاص القاتل أطلق (على ساري دندش) من الجهة التي تواجدوا فيها. إن في تاريخنا من الصفح والعفو ما ينزع عنا عارا كقتل صهرنا وابن أختنا، ويثبت أن لا شيء يمنعنا من الإعتراف لو كنا قاتليه. أخيراً نهدر دم كل من يطالبنا بهذا الثأر الموهوم بما فيه من استهداف استباقي في أي زمان ومكان نختاره».
البيان «الفتنة» كما وصفه مفلح علوه، أحد وجهاء العشيرة، فاجأ عائلات الهرمل وعشائرها، ومن بينها آل علوه، وووجه بموجة من الإستنكار والإدانة. وشدد مفلح علوه في اتصال مع «الأخبار» على أن من أصدر البيان المذيّل باسم آل علوه، هو «منتحل صفة ومزوّر»، مطالباً الأجهزة الأمنية بـ «كشف وملاحقة وتوقيف من أقدم على صياغة البيان ورميه في المدينة، وإنزال اشد العقوبات القانونية به». واستنكر علوه البيان وما تضمنه، نافياً «قطعاً» صدوره عن عشيرة آل علوه «لا من قريب ولا من بعيد»، واضعاً ذلك في خانة من يريد «إشعال نار الفتنة في المدينة، وإحداث خلل في نسيجها العائلي». ورجّح أن يكون من اصدر البيان «طابور خامس» هدفه «إطاحة الانتخابات البلدية والإختيارية في الهرمل، فلم يكن أمامه إلا اللجوء إلى الفتنة ونبش خلافات عائلية عشائرية تهدد الأمن».
كذلك نفى أحد وجهاء آل علوه، حسن محمد علوه، أن يكون البيان صادراً عن العائلة، وقال لـ»الأخبار» إن من اصدره «اختبأ في الظلام، كما توارى خلف أهداف خبيثة في مقدمها الفتنة»، مستغرباً لجوء البعض لمثل هذه «الطرق الدنيئة» لإلغاء الإنتخابات، «ولو أرادت عشيرة علوه إصدار هذا الكلام لاجتمعت وتحملت مسؤوليته، وأعلنته على الملأ ولم ترمه في الشوارع تحت جنح الظلام كخفافيش الليل».