لماذا تحتدم المعارك البلدية وهي في الاساس استحقاق انتخابي الى هذا الحد في ساحل كسروان وجبيل؟
تأتي الاجابة حتمية عندما يعتقد البعض ان هذا الاستحقاق يمثل احجاما معينة للمستقبل النيابي والرئاسي، وبالتالي لان فيها العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والكتائب اللبنانية وحشداً من النواب السابقين الذين يعملون ليس فقط في مسقط رأسهم انما وفق امتدادات الانتخابات النيابية. ولهذا الامر يمكن ملامسة حصول الطامحين للنيابة مجمل خصومات البلدات والعائلات للوصول الى معدل معين من الاصوات!! ليس في هذه المعادلة شيىء صحيح تقول اوساط نيابية في كسروان فالواقع البلدي لا يمكن ابداً اسقاطه على الاستحقاق النيابي لاسباب عديدة وهي ان الاحزاب السياسية تجد فسحة من العمل اوسع في النيابة في حين ان البلديات شأن لا يتعدى النطاق الجغرافي للقرية او البلدة وهذا امر واقعي، الا ان التزاوج حصل بين الامرين في هذه المعركة على خلفية مبهمة وسط تأجيج المشاعر الى حد الالتهاب. في هذا الوقت اشتعلت الماكينات الانتخابية للوائح في جونيه وزوق مكايل وحالات وبلاط ونهر ابراهيم في جبيل وسط تكهنات الماكينات بالتفوق هنا والتعويض هناك، الا ان الواضح ان بعض الاعلام يوقد تحت انتخابات مدينة جونيه دون اي مسوغ حقيقي موجود على الارض بالرغم من ملاحظة الشوارع تغلي الا ان مستوى التشنج ما زال ضمن دائرة المعقول قياساً على مناطق اخرى، ويبدو حسب هذه الاوساط نفسها ان شيئاً ما تحرك صباح الاربعاء الماضي في مدينة جونيه جعل الامور تصل الى حد وضع المشهد الانتخابي وفق المقولة الآتية : العدو من امامكم وبحر جونيه من ورائكم وبالتالي فالمعركة مفتوحة على احتمالات شتى وامكانية الفوز لا يمكن التكهن بها لأي لائحة بفعل العمل الدؤوب على كل اسم في المدينة شخصاً – شخصاً وعائلة بعائلة. وعلى المنوال ذاته تجري الانتخابات في زوق مكايل بين لائحتي «لائحة الزوق حرة» و«نبض زوق مكايل» والاولى يترأسها وفيق طراد ونائب للرئيس جان تابت والثانية ايلي بعينو، الا ان هذه المعركة اخذت الكثير من اللغط حول تأييد التيار الوطني الحر والقاعدة العونية وهو الشغل الشاغل للائحتين بفعل الوجود العوني الكبير، الا ان وفيق طراد وهو مناضل عوني قديم مع العماد ميشال عون يحظى كما تقول مصادر التيار في المدينة بالجزء الأكبر من التعاطف معه، وتوضح ان اللقاء الذي جمع المحامي نهاد نوفل مع العماد عون لم يتطرق الى الانتخابات النيابية ولا الى التطورات السياسية وكل ما اشيع عكس هذا الامر غير صحيح، وتشير هذه المصادر الى ان التيار وضع منذ البداية سقفاً لتدخله وهو وقوفه على مسافة واحدة وترك الحرية للناخبين، وقالت مصادر طراد ان معركته قائمة على تغيير نهج العمل البلدي الذي كان قائماً وبالتالي فان الصورة واضحة لديه بأن المعركة محسومة لمصلحة لائحته بالكامل.
في المقلب الآخر فان لائحة بعينو تعتبر انها تريد استكمال مشروع الانماء الذي قام بها نوفل لأنها تجربة ناجحة والجميع يعترف بها محلياً ودولياً وان مسألة تأييد التيار الوطني له واضحة من خلال تعاطي التيار معه ومع قواعده الانتخابية أصلاً ان تحمل النتائج الخير والانماء لزوق مكايل.
وفي حالات تحتدم المعركة البلدية بين لائحتين الاولى برئاسة المهندس شارل باسيل تحت عنوان قرار حالات والثانية برئاسة كل من المهندس انطوان باسيل وجهاد ضو مناصفة ثلاث سنوات لكل منهما تحت عنوان «قوة التغيير»، وفيما يعلن كل فريق مدى متانة قواعده وامكانية فوزه بلائحة كاملة اوضح المهندس انطوان باسيل ان لائحته سيكون لها شرف تمثيل البلدة بكامل اعضائها مع المخاتير مستنداً الى تعاطف العائلات مع طروحاته الانمائية، الا ان المهندس شارل باسيل رئىس البلدية الحالية يبدو مطمئناً للغاية من قواعده الشعبية نظراً لما حققته البلدية طوال السنين الماضية ويختم بالقول: ان المعركة واقعة لكنها منتهية في العاقورة تتقدم المعركة قدماً بعد تشكيل لائحتين كاملتين في بلدة هي الاكبر في جرود جبيل ولكن امام العاقورة امثلة كثيرة، في الماضي اعترتها الشوائب ولم يستطع المجلس البلدي استكمال ولايته بفعل الخصومات القائمة والتي ما زالت حتى النهاية فيما البلدة تعاني من حرمان حقيقي حيث لا يعيش فيها في فصل الشتاء سوى عائلات محددة بفعل انقطاع الطرق التي كان من المفترض بالبلدية استكمال اصلاحها وفتحها جراء الثلوج، ونزولاً نحو عمشيت فان لائحتين ايضاً تخوضان معركة بلدية وفق منهجين مختلفين مع العلم ان البلدة بحاجة الى الكثير من الانماء كي تكون في مستوى رجالها ومثقفيها حيث يتواجد في ساحتها مسرح منذ اكثر من خمسين عاماً مما يعني ان عمشيت يلزمها مجلس بلدي متماسك ليتماشى مع العصرنة وطموح الشباب.
اما في بلاط فان لائحة «بلاط الغد» التي يترأسها مناصفة عبدو عتيق واندره القصيفي ولائحة منافسة يهيمن عليها آل القصيفي مع العلم ان البلدة لم تشهد انماء في أية زاوية منها بالرغم من موازنة كبيرة تتواجد في صندوق البلدية، من هنا الآمال معقودة على وصول وجوه شابة للنهوض بها.