لمن سيكون الصوت التفضيلي في لائحة المستقبل في طرابلس؟
اذا كان كل من الاقطاب سيشكل لائحته فهذا يعني ان لائحة العزم سيكون فيها الصوت التفضيلي للرئيس نجيب ميقاتي ولائحة اللواء اشرف ريفي سيكون الصوت التفضيلي له، ولائحة «تيار الكرامة» سيكون الصوت التفضيلي فيها للوزير فيصل كرامي، اما لائحة المستقبل فلمن سيكون الصوت التفضيلي؟ هل سيكون للنائب سمير الجسر ام للوزير محمد كبارة؟
في تصريح له يقول الجسر ان لائحة المستقبل ليس لها حليف الا الوزير محمد كبارة ونتج عن هذا التصريح تساؤلات في الاوساط الطرابلسية ابرزها:
ـ اولا: ان الجسر لم يأت على ذكر الوزير السابق محمد الصفدي، ربما لان الصفدي لم يبت بعد بمسألة ترشيحه او عزوفه. والعرض الذي قدمه للرئيس الحريري بترشيح زوجته فيوليت خير الله عن المقعد الارثوذكسي لم ينل تجاوبا، لان هذا المقعد تم حسمه لصالح انطوان حبيب كونه قاسم مشترك بين التيارين الحليفين المستقبل والوطني الحر.
ـ ثانيا: ان تيار المستقبل اعتبر كبارة حليفا وهو بالفعل غير منتمٍ للمستقبل. الا ان هذا التصريح ترك مخاوف في اوساط انصار كبارة واوحى بأن الصوت التفضيلي المستقبلي سيكون للجسر. وان الحلف مع كبارة هو مجرد تأمين رافعة للائحة المستقبل وبهدف تأمين الحاصل الانتخابي للائحة. علما ان تيار المستقبل في كل دوراته الانتخابية لمس ان كبارة شكل رافعة للتيار لعدة اعتبارات اهمها ان كبارة بقي على تماس مباشر مع الفئات الشعبية ومع قادة المحاور بالرغم من ان شرائح شعبية طرابلسية اخرى لم تكن راضية عن دور كبارة في تلك الحقبة.
ويبدو حسب الاوساط ان الصوت التفضيلي سيكون له الدور البارز بين الحليفين الجسر وكبارة وان امتعاضا لدى كبارة جرى تسريبه اثر تصريح الجسر لان كبارة يعتبر ان من حقه ان يكون رئيسا للائحة والصوت التفضيلي له وليس للجسر الذي يمثل تيارا تراجع حضوره الشعبي في المدينة اثر تقدم اقطاب اخرين عليه في كل الاحصاءات التي اجريت في المدينة واثبتت ان الرئيس ميقاتي يأتي في المقدمة ويليه اللواء اشرف ريفي ثم الوزير السابق كرامي. وهذا الصوت سيكون عاملا مؤثرا بين انصار المستقبل وانصار كبارة، خصوصاً وانه لغاية الان لم تبرز اسماء لها حيثية شعبية ستكون على لائحة المستقبل.
اضافة الى ان تحالف المستقبل مع التيار الوطني الحر لن يقدم للمستقبل الكثير من الحضور الشعبي في الوسط المسيحي لان عدد الناخبين المسيحيين الفعليين لا يتجاوز عددهم الخمسة الاف صوت في احسن احواله بين ارثوذكسي وماروني وطوائف مسيحية اخرى، وتردد مؤخرا ان اسم المرشح العوني عن المقعد الماروني ليس محسوما بعد بانتظار عودة الحريري من السعودية.
ويبدو ان تيار المستقبل يتريث في اعلان لائحته قبل انجاز كافة الاتصالات والمشاورات الجارية بينه وبين التيار الوطني الحر والتي تشير مصادر طرابلسية الى ان مسألة المقاعد لم تحسم خاصة في الشمال بين التيارين، لان التحالف بينهما ينظر بعين الاهتمام الى حجم الاخصام السياسيين في هذه الدائرة، ولان معركة المستقبل ستكون صعبة في مواجهة ثلاثة لوائح ميقاتي وريفي وكرامي، وان كلا من هؤلاء يشكلون حيثيات شعبية ليست خافية على احد بعد تراجع الحضور المستقبلي، خاصة وان ريفي استطاع جذب الكثير من انصار المستقبل اليه بفعل مهارته في مخاطبة الفئات الشعبية الفقيرة والرئيس ميقاتي فتح باب الخدمات الانسانية والاجتماعية على مصارعيه ولم يغلقه في اية لحظة من اللحظات الامر الذي جعله يتفوق على المستقبل بالحضور الشعبي.
يقول المصدر الطرابلسي ان الحريري سيمشي بين النقاط في دائرة الشمال الثانية نظرا لحجم المرشحين الكثر الذين يطمحون لكسب رضى الحريري وقدموا اوراق اعتمادهم منذ اشهر. فاذا كان قرار الحريري مغايرا لطموحات هؤلاء فسوف يتحولون الى اخصام ضمن لوائح تأكل من صحن المستقبل.