يطبلون ويزمرون: ستعزز روسيا القدرات السورية الدفاعية من خلال صواريخ S300 بعد الحادث الذي تعرضت له الطائرة الروسية في الاجواء السورية، واسفر عن سقوط 15 مهندساً جوياً قتلى وتحميل اسرائيل المسؤولية عن هذا العمل.
ولدينا ملاحظات حول هذه المسألة:
الملاحظة الاولى: اذا كانت صواريخ S300 مهمة الى هذا الحد فلماذا لم تنقذ الطائرة الروسية، خصوصاً انها موجودة في قاعدة حميميم الجوية وفي مناطق سورية اخرى؟
الثانية: الخرق الاسرائيلي للاجواء السورية يتواصل منذ 7 سنوات حتى اليوم، وقبل دخول القوات الروسية الى سوريا… واستمر بعد الدخول بنمط اعلى.
الثالثة: منذ الدخول الروسي باسطول جوي من الطائرات المقاتلة، وآخر بحري و50 الف عسكري وقاعدتين.. لا يكاد يمر يوم الا بغارة اسرائيلية تستهدف القوات الايرانية وحزب الله، والقوات الروسية تنسق مع اسرائيل.
الرابعة: كما بات معروفاً فالتنسيق الاسرائيلي – الروسي بالنسبة للغارات التي ينفذها الطيران الاسرائيلي على سوريا لا يمكن ان يفهم بمعنى ادق الا ان هناك اتفاقاً بين موسكو وتل ابيب على ما يقوم به الطرفان في سوريا.
الخامسة: ما يحدث في سوريا من قتل وتدمير بغض النظر عن الاسباب، وبمشاركة ايران وحزب الله والحشد العراقي وروسيا… هذا كله يتم تحت شعار حماية سوريا والحقيقة من اجل تدميرها.
الى ذلك اعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية ان قوات بلاده ستبقى كقوات تدريب حتى بعد انتهاء الحرب في سوريا لتدريب القوات الحليفة لاميركا.
وبالتالي من يدفع ثمن هذا الوجود وما يترتب عليه من نفقات هائلة بما فيها الاسلحة والتدريبات الخ…؟
ولكن ما يترتب من ضرر على سوريا هو الاهم، اذ يحدث هذا في وقت يبدو النظام السوري وكأنه في عالم آخر تماماً… والمثل الصارخ على ذلك الاتفاق الروسي – التركي على منع النظام من تنفيذ عملية اجتياح ادلب، رغم الحشود بالعسكر والآليات اضافة الى البروباغندا الاعلامية!
وثمة سؤال اخير: ماذا بقي من سوريا البلد الذي كان منيعاً ورقماً صعباً في المنطقة؟
ماذا بقي منه على صعيد الدولة، والحدود، وحتى البنى التحتية… وايضاً كم بقي من الشعب السوري داخل بلده؟!