هل تمرّ الغارتان الاسرائىليتان على الموقعين السوريين بالقرب من بلدتي قارة ويبرود وتدميرهما وسقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف الجنود السوريين ومقاتلي حزب الله، على ما قاله المقدم في «الجيش السوري الحرّ» ابو محمد البيطار بمثل ما مرّت الغارة الاسرائىلية سابقا في الجولان والتي ادّت الى قتل عدد من مقاتلي الحزب واحد القادة الايرانيين وقيام حزب الله بردّ «مدروس» بدقة دمّر فيه آلية عسكرية اسرائىلية في مزارع شبعا المحتلة بصاروخ موجّه من الاراضي اللبنانية وسقوط عدد من القتلى والجرحى الاسرائىليين تفاوتت يومها الروايات حول عددهم الحقيقي وانتهى الامر عند هذا الحدّ ام ان الظروف تغيّرت وقد تشهد الايام المقبلة تصعيدا متدرجا قد يؤدي الى حرب في بداية الصيف او في منتصفه تتزامن مع موعد تأكيد الاتفاق النووي بين ايران والدول الخمس الكبرى زائد ألمانيا في نهاية شهر حزيران او تعديله وفق تقارير الخبراء المكلفين بالكشف على تقيّد ايران بما تم عليه الاتفاق المبدئي، خصوصا ان شهيّة اسرائىل لشنّ عدوان على لبنان تبدو «مفتوحة» في هذه الايام تبعا لتصريحات مسؤولين عسكريين ومدنيين اسرائىليين يهددون بتدمير لبنان تدميرا غير مسبوق من قبل في حال قام حزب الله بأي عملية ضد اسرائىل مستغلة انشغال الحزب عسكريا وسياسيا بالحروب الدائرة في سوريا والعراق واليمن، وقد يكون ما صرّحت به مصادر بريطانية عن ان حزب الله يعدّ مدرجا للطائرات بالقرب من سهل البقاع حلقة من تدرّج التوتر تضاف الى عملية تدمير الصواريخ التي تعتبر اسرائىل انها كانت ستنقل الى داخل لبنان.
اهمية الغارة الاسرائىلية هذه المرة انها تمّت على ما تقول مصادر في المعارضة السورية بضوء اخضر اميركي وتقدّر المصادر عينها ان الغارة قد تكون ضمن سياسة الضغط لارغام النظام السوري على الذهاب الى جنيف 3- في حين ان جريدة الشرق الاوسط وعلى لسان مصدر في حزب الله نقلت تنبيها من الحزب الى ان الغارة وشائعة وجود مدرجات للحزب في البقاع هما من عوامل توحي بأن اسرائىل تمهّد لعمل عسكري في البقاع.
* * *
في نهاية الامر هذه الصورة بأبعادها كلها لا تطمئن اللبنانيين الى الايام القليلة المقبلة خصوصا مع التحركات اليومية التي تحصل في جرود عرسال ورأس بعلبك ومسارعة الجيش للتعامل معها بالاسلحة المناسبة لتدمير جهوزيتها وقدرتها على شن اعتداء واسع على البلدات اللبنانية بما يشير ايضا الى انشغال الجيش في مواجهة الارهاب والعدو الاسرائىلي على الابواب يدق طبول الحرب والتساؤل في هذه الحالة مشروع وعلى الحكومة ان تجيب عليه هل الخيمة الدولية فوق لبنان لمنع صدام داخلي قادرة على حمايته من عدوان اسرائىلي؟