IMLebanon

من يُدحرج الحجر عن باب الموارنة؟

تراه ماذا يفعل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي؟ هل يعود لمراضاة الزعماء الموارنة الاربعة، بعدما رفع الصوت في وجوههم، فقرروا، من غير اتفاق، محاصرته ومقاطعته، وهم الذين قرروا قبل ثلاث سنوات اعطاءه الفرصة للعب دور في التقارب بين المسيحيين اولا، ومع الفرقاء الآخرين في الوطن ثانيا؟ بل ودعمه هؤلاء في اعادة تنشيط مؤسسات الكنيسة وتنظيمها لخدمة الناس بما يخفف المطالب عن كاهل السياسيين. ويرى الزعماء، كل من جانبه، ان الراعي فشل في تحديد رؤية جديدة لدور الكنيسة في الازمات، ولدور المسيحيين في العالم العربي في ظل ثورات وانقلابات لم تصل الى خواتيمها السعيدة. والبطريرك الذي قاطع السياسيين، ووجّه اليهم التوبيخ في مناسبات عدة ولوّح لهم بالعصا، سرعان ما ادرك، انه بذلك يقاطع رعيته المنقسمة سياسيا والملتفة حول الزعماء انفسهم. ولعل الراعي ادرك ايضا ان محاولته تجديد الحياة السياسية وتطعيمها بوجوه جديدة باءت بالفشل لأسباب كثيرة، كما فشل في الدور التاريخي الذي كان لبكركي، في سد الفراغ الذي يتركه غياب السياسيين في الازمات والمحن.

والزعماء الاربعة الذين يتقاسمون معظم النفوذ السياسي، أوضاعهم ليست على ما يرام، لانهم ايضا اضاعوا البوصلة في خضم ازمات المنطقة التي تتجاوز بكثير احجامهم المحلية وحساباتهم الصغيرة، قياسا الى ما يجري حولنا. فالعماد ميشال عون، ابن الثمانين عاما، لن يجد امامه فرصة ثانية اذا ما فقد إمكان الوصول الى قصر بعبدا حاليا. وهو يتمسك بمقولة انه الاوسع تمثيلا بين المسيحيين، علما انه طمح الى الرئاسة الاولى عندما تسلم رئاسة الحكومة العسكرية العام 1988، ولم يكن آنذاك نائبا او ممثلا شرعيا للامة، مما يعني ان الحلم راوده منذ زمن.

اما رئيس حزب “القوات” سمير جعجع، الذي ترشح بلا امل، فيواصل زياراته المكوكية، ويطلق المبادرات، وهدفه الاول منع ميشال عون من بلوغ الرئاسة الاولى، فيما يحلم الرئيس امين الجميل بولاية جديدة، فيكثر من مواقفه وجولاته ولقاءاته التي لا تبدل تبديلا. ويترقب النائب سليمان فرنجية، الأفتى من الثلاثة، المتغيرات المحيطة، وخصوصا في سوريا، لكي يبني على الشيء مقتضاه الرئاسي.

ومجلس المطارنة الموارنة، ازداد ارباكا حيال ملفات عالقة يتناولها الاعلام تكرارا من دون ان يجد شفافية كنسية في الاجابة عنها. والرابطة المارونية، تشهد منذ مدة، صراعا وتعطيلا للنصاب لتطيير البحث في الطعن بقرار التجنيس الذي وقعه الرئيس ميشال سليمان قبيل انتهاء ولايته.

الى اين بعد هذه الدائرة المقفلة؟ ومن يستطيع ان يدحرج الحجر عن باب القبر الماروني؟