Site icon IMLebanon

من يوقف الخلل ويعالج القلق؟  

 

كتبنا ونكرِّر: يجب أن يكون المراقب مغرقاً في السذاجة حتى لا يتنبه الى أن هناك »شيئاً ما« في البلد« مش ظابط«. وبالتحديد أن هناك »شيئاً ما« على مستوى أهل الحكم بأطرافه كافة ليس على ما يرام. فبإمكان أي كان أن يتلمّس حالاً من اللاإطمئنان على صعيد المسؤولين، وقد إنعكست قلقاً لدى الناس.

نبادر الى القول إننا لا نرى، بعد، الدخول في نقطة اللارجوع، إلاّ أننا نشارك الناس قلقهم الذي يبدونه في كل مكان، وكل مناسبة… وهم يضعون أيديهم على قلوبهم ولا يريدون لهذا الإنفراج أن يسقط تحت أي سبب من الأسباب ولا في أي ذريعة من الذرائع. فهم لم يصدقوا أن تسوية كبيرة حصلت فوصل الرئيس العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة وبُنيت على عهده والحكومة الحريرية الآمال العريضة ولا تزال… والمواطن العادي الذي ليس خبيراً في التركيبات والألاعيب وحتى في واقع الحال كان يظن أنه لمجرد وصول الجنرال ستسير الأمور على أحسن ما يرام: فيكون هناك قانون مثالي للإنتخابات النيابية، وستتوقف مزاريب الهدر والإنفاق غير المعقول، وسيتوافد السيّاح ذرافات ووحدانا، وسيستقيم الموضوع الإقتصادي، وسيرتفع النمو ليراوح ما بين الـ4 والـ5 في المئة.

هذا ما كان يأمله الناس. فإذا بالواقع يصدم ويستفز، فليس فقط أنّ الأوضاع لم تتقدم بسرعة بل أن البلد عاجز حتى عن إنتاج قانون للإنتخاب يكون مواكباً لآمال الناس وتطلعاتهم. ثم  إنّ الإنفتاح على الخارج العربي أولاً ثم الإقليمي فالأبعد… هذا الإنفتاح لم يسفر، حتى الآن على الأقل، عن النتائج المرجوة وما زال الوعد بالكمون.

أضف الى ذلك أن العزف لم يعد على آلة واحدة بين جميع أهل الحكم في مسائل عديدة، أبرزها مسألة قانون الإنتخاب حيث عدم التوافق على الحد الأدنى من قانون الإنتخاب واضح بين التيارين الكبيرين اللذين يشكلان عصب الحكم، نقصد كلاهما التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، ومن حولهما حزب القوات اللبناني في جناح وحزب اللّه في جناح مقابل.

ويقتضي الإنصاف القول إنّ بعض التصريحات والخطب التي حفلت بها الساحة الداخلية في الأيام الأخيرة الماضية كانت كافية لتزيد من هذا الجو القلق. وهذه نقطة يمكن الإسهاب فيها مطوّلاً، إلا أن أوانها ليس الآن، وفي هذه العجالة بالذات.

ما هو المطلوب إذاً؟

في تقديرنا لا بدّ من حراك يتولاه الرئيس عون من خلال بضع خطوات:

الأولى – لقاء مطوّل يفترض أن يُعقد بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ليضعا الأوراق على الطاولة ولا ينتهيان إلاّ بإعادة تصويب الأمور وإزالة أي خلل… وفي تقديرنا لا يكفي ما يردده الرئيس سعد الحريري من أنه على تواصل مستمر مع الرئيس ميشال عون… إذ لا بد من لقاءات مباشرة.

الثانية – بحث مطوّل بين قصر بعبدا وحارة حريك حول ما يفيد وما يضر… إذ لا يكفي اصدار البيانات وتوجيه الشكر للرئيس على مواقفه (…).

الثالثة – ثمة دور للدكتور سمير جعجع في إمتصاص الأزمات. وهذا أضعف الإيمان في هذه المرحلة. فالحكيم معني باستقرار أوضاع الحكم مثله مثل الجنرال عون والشيخ سعد.