في القانون الأكثري كان «التيّار الوطني الحُرّ» قادراً مع بعض التحالفات المدروسة الحُصول على أغلبيّة عدديّة تخوّله الفوز بكامل المقاعد أو بأغلبيّتها في أكثر من دائرة إنتخابية، ومن بينها دائرة المتن. لكن مع القانون النسبي الجديد، تغيّرت المُعادلة، وصار الجميع مُضطرّاً لدراسة خُطواته بتأنّ. لكن هل التحالفات التي نسجها «الوطني الحُرّ» في المتن هي الأفضل؟
بحسب مصدر سياسي متني إنّ «التيّار الوطني الحُر» الذي يُعوّل على «حصانه الرابح» في المتن أي النائب إبراهيم كنعان، والذي حرص على إدراج الناشط «العَوني» إدي معلوف ضمن اللائحة، يُدرك تماماً أنّ عليه هذه المرّة أن يكون دقيقًا في خياراته وتحالفاته، للحدّ قدر المُستطاع من حجم الإختراقات التي ستتعرّض لها لائحته، الأمر الذي دفعه إلى تقديم تنازلات بالجملة على أمل تجنّب الإختراقات أو الحدّ منها قدر المُستطاع. وأضاف أنّه من هذا المُنطلق إختار «التيّار» التحالف مع كل من «الحزب القومي السوري» و«الطاشناق»، لأنّه لا مجال للتحالف مع الخصم السياسي الأساسي في هذه الدائرة أي «الكتائب»، ولا مجال للتحالف مع «القوات» أيضاً، لعدم وجود حماسة من قبل الطرفين لهذا الأمر، ولعدم خسارة الدعم القومي، من دون أن ننسى ترشيح الوزير السابق إلياس أبو صعب الذي يُشكّل نقطة وصل بين «الوطني الحُرّ» و«القوميّين»، ما يعني أنّ الحزب القومي كان أكثر المُستفيدين من التحالفات التي إختارها «الوطني الحُرّ».
ولفت المصدر الى ان التحالف مع «الطاشـناق» الذي رشح امينه العام النائب هاغوب بقرادونيان، جاء سلساً بالنسبة الى «الوطني الحر» بينما لم يكن كذلك بالنسبة الى «الطاشناق» الذي وقع في حرج كبير بسـبب عدم توافق نائب رئيس مجلس الوزراء السابق ميشال المرّ و«التيار الوطني الحر»، الا ان الطاشـناق ســـيؤيد المرّ ولن يتخلّى عنه ابداً، فهناك حــلف تاريـــخي ودائم بينهما.
وتابع المصدر السياسي المتني نفسه أنّه إذا كانت خطوة إعادة ترشيح النائب الحالي غسّان مخيبر ضمن اللائحة «العَونيّة» مفهومة، كونه من أبرز المُشرّعين في المجلس النيابي، وكل جهة سياسيّة بحاجة إلى شخصيّات ذات ثقل تشريعي بغضّ النظر عن حجمها الشعبي، فإنّ ما لم يمرّ بُسهولة على القاعدة العَونيّة في المتن تمثّل في ضمّ المرشّح الدائم للإنتخابات رجل الأعمال سركيس سركيس إلى لائحة «التيّار»، علمًا أنّ سركيس كان يتنقّل بمُفاوضاته من لائحة إلى أخرى، إلى أن حطّ أخيراً ضمن اللائحة «العَونية» ـ بحسب آخر المعلومات المُتوفّرة، وذلك على حساب إستبعاد النائب نبيل نقولا الذي إضطرّ عنـــدها إلى إعلان عزوفه عن المُشاركة في الإنتخابات حفاظًا على ماء الوجه. وأضاف المصدر أنّ المُدافعين عن ضمّ سركيس إلى اللائحة تحدّثوا عن حاجة معركة اللائحة إلى التمويل وإلى أصوات إضافية من خارج «القاعدة الشعبيّة العَونيّة» المُعتادة، بينما شدّد المُعترضون على هذه الخـطوة على عدم جواز التضحيّة بشخصيّات وفيّة للـتيّار، كالنائب نقولا، تحت أي عذر أو مبرّر، مُعتبرين أنّ حسابات المسؤولين عن هذه الخُطوة غير صحيحة، لأنّ الأصوات التي سيُضيفها سركيس الذي سُحب من لائحة المر، قد تدفع الأخير إلى الإنسحاب من المعركة، ما يعني أنّ أصوات مُؤيّدي نائب رئيس الوزراء السابق ستذهب بأغلبيتها لكل من لائحتي «القوّات» و«الكتائب» في هذه الدائرة. كما أنّ عدم وُجود شخصيّات «عونيّة» عدّة على اللائحة – أضاف المصدر نفسه، قد يُؤدّي إلى كسل في حماسة القاعدة العَونيّة في التوجه إلى مراكز الإقتراع للتصويت!
ولفت المصدر السياسي المتني إلى أنّ لائحة «التيّار الوطني الحُرّ» في المتن لن تكون في نزهة، حيث أنّها ستُواجه منافسة جدّية ومُحاولات إختراق فعليّة من أكثر من لائحة، في طليعتها لائحتي حزبي «الكتائب» و»القوّات»، علمًا أنّ الأولى التي تتمتّع بدعم حزب «الأحرار» وجزء من «المُجتمع المدني» تستفيد أيضًا من حُضور قديم في المتن مُتوارث أبًا عن جدّ، سيــصبّ بدون شكّ لصالح رئيس «الحزب» النائب سامي الجـميّل، والثانيّة التي تعوّل على تجميع أصوات مـتفرّقة بفضل باقة منوّعة من المرشّحين المتنيّين، ستُركّز كل أصوات مُناصري «القوّات» لصالح مرشحها. وأوضح المصدر أنّ هذا الأمر يرفع إحتمالات الخرق بأكثر من «حاصل إنتخابي» مع أرجحيّة للخرق على مُستوى المقاعد المارونيّة الأربعة.
وختم المصدر السياسي المتني أنّ الأمور باتت مفتوحة على الإحتمالات كافة في دائرة المتن لأنّ التنازلات بالجــــملة التي قدّمها «التيّار الوطني الحُرّ» على أمل الحدّ من الإختراقات المُحتملة هي سيف ذو حدّين، بحيث أنّها قد تنفعه شعبيًا من جهة، وقد تضرّه شعبيًا من جهة أخرى، ما يعني أنّ النتيجة لن تكون واضحة قبل 6 أيّار ليلاً!