IMLebanon

مين مع مين ومين ضد مين؟!  

 

ما يجري اليوم في إدلب يجعل أي إنسان محتاراً… لماذا؟

 

بكل بساطة المفروض أن تكون إيران ضد تركيا وتركيا ضد إيران لسبب بسيط أنّ تركيا تحكمها جماعة «الإخوان المسلمين» أي التطرّف السنّي بينما يحكم إيران ولاية الفقيه وهؤلاء الملالي لهم مشروع صريح وواضح أعلنوا عنه منذ تسلمهم الحكم عام 1979.

ومنذ ذلك الوقت ومشروع تشييع العالم الاسلامي الذي أنفق عليه المليارات من الدولارات… وعلى سبيل المثال انهم اختاروا بعض المناطق الفقيرة في سوريا وأخذوا يدفعون الأموال للعائلات من أجل التشيّع.

لم يبدأ الامر في سوريا بل كانوا قد سبقوا الى لبنان حيث قاموا بدفع مبالغ كبيرة… يُقال إنّ «حزب الله» كلف إيران منذ عام 1983 الى يومنا هذا 70 مليار دولار أميركي سلاحاً ورواتب وتقديمات إجتماعية وصحية وللشهداء وعائلاتهم.

نذهب الى اليمن حيث اشتروا ودعموا الحوثيين طبعاً نكاية بالمملكة العربية السعودية وبالاتفاق تحت الطاولة مع «الشيطان الأكبر».

ولا تنسوا ماذا فعلوا بشيعة البحرين وشيعة المملكة.

نعود الى الاجتماع الذي سيعقد بين الروس، طبعاً الدولة الحائرة بين الارثوذكسية والإلحاد، وإيران دولة ولاية الفقيه، وتركيا دولة الإخوان المسلمين الذين سيجتمعون ليقرروا ماذا سيفعلون في إدلب.

ولنعد الى المؤتمر الذي سيعقد من أجل بحث موضوع إدلب… لنسأل: ماذا يعني أنّ مجموعة من السوريين على خلاف مع النظام السوري وهم يقاتلون النظام منذ 7 سنوات؟

يعني أنّ المشكلة في إدلب هي بين نظام يحكم ولا يريد إعطاء أي حقوق لمواطنيه وبين مواطنين يريدون أن يكون الحكم ديموقراطياً وتكون هناك إنتخابات حرّة…

ملاحظة إنّ الدول الثلاث روسيا وايران وتركيا نموذج عالمي للديموقراطية وللانتخابات النيابية الحرّة وللاعلام الحر وللآراء الحرّة…

هذه أنظمة ليس لها علاقة بالحريات أو بالديموقراطية بل العكس هو الصحيح.

من ناحية ثانية حذر الرئيس الاميركي ترامب الروس والنظام من شن الحرب على إدلب وقال إنّ عشرات الآلاف من المواطنين والأطفال والشيوخ سيدفعون ثمن هذه الحرب.

وهنا نسأل السيّد ترامب: هل فعلاً هو يريد ألاّ تقع الحرب على إدلب؟ وهل هو حريص على الشعب في سوريا؟

ولنا سؤال آخر: ماذا فعلت أميركا خلال 7 سنوات من الحرب الأهلية في سوريا؟ وماذا قدّمت للمعارضة السورية؟ وهل أنّ أميركا لو أعطت صواريخ للمعارضة هل كانت روسيا استطاعت أن تربح الحرب في سوريا؟

وهل يعلم ترامب أنه كان يفصل أسبوع واحد فقط عن سقوط نظام بشار لولا التدخل الروسي بخمسين ألف عسكري مع دوريات من الشرطة العسكرية وآلاف الطائرات الحربية الحديثة ومنظومة صواريخ كلها جاءت الى سوريا لتنقذ النظام السوري ولكي تبيع روسيا سلاحها الكاسد والمكدّس الذي لا يشتريه أحد خصوصاً بعد خسارتها السوق في مصر والعراق وليبيا وجاء دور سوريا…

وثالثاً لتحقيق هدف «نبيل» ثمنه دم الشعب السوري: مليون قتيل من أجل مصالح روسيا الاقتصادية والعسكرية وإقامة قواعد عسكرية على البحر المتوسط وبيع طائرات وبطاريات صواريخ… والمصيبة أنهم يقولون إنهم يريدون بحث الوضع في إدلب وخائفون من الكوارث البشرية جراء هذه الحرب.

كلمة أخيرة: الروس والأتراك والإيرانيون يتحدّون أميركا… وعملاتهم الوطنية تنهار يومياً أمام الدولار الأميركي؟!.

عوني الكعكي