صحيح أنّ سماحة السيّد لا يجب أن يقارن بأحد من السياسيين.
وصحيح أيضاً أنّ المقاومة حرّرت لبنان عام 2000 وأجبرت العدو الاسرائيلي على الانسحاب منه ولأوّل مرة في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي.
ولكن عندنا تحفظ عن كل ما يحدث بعد ذلك التاريخ خصوصاً وأننا هنا لا نريد أن نتحدث عن الانتصار الإلهي الذي كلف لبنان 5000 شهيد وجريح من المواطنين ومن الجيش ومن المقاومة و15 مليار دولار خسائر في البنية التحتية… ولكن هناك سؤال لا بد من أن نطرحه بعد خطاب السيّد نصرالله والإيجابيات التي طرحها في خطابه بالمقابل: فإنّ الوزير جبران باسيل كما يُقال إنّه لا يقبل بحصة عشرة وزراء! لا أدري إن كان هذا صحيحاً أو غير صحيح ولكن يبدو أنّ العقدة الحقيقية في تشكيل الحكومة ظاهرياً هي أنّ باسيل لا يريد أن يعطي “القوات” وزارة سيادية أو نائب رئيس حكومة، ويمكن أن يقبل بـ4 وزراء “قواتيين”.
على كل حال فإنّ قول السيّد، وهنا أيضاً حسب بعض الذين يفسّرون خطابه، أنه إذا تعثر تشكيل الحكومة فإنّه لن يقبل بحصة 6 وزراء للشيعة فقط بينما يحصل باسيل على 10… يعني هنا انّ البعض لا يريد تشكيل حكومة ولكنه يتلطّى وراء باسيل الذي يتبع أسلوب الرفض الدائم كما حصل في تشكيل أوّل حكومة دخل إليها جبران باسيل… بمعنى أدق أنّ تاريخ باسيل بتشكيل أي وزارة تاريخ مطالب غير منطقية، ساعة العدد وساعة أخرى وزارات معيّنة… والأهم أنّ كل حكومة يجب أن تستهلك 6 – 8 أشهر للتشكيل.
السؤال الثاني: هل هذا العهد هو عهد الرئيس ميشال عون، أم عهد جبران باسيل؟
الحقيقة أنّ العهد هو عهد الذي يحمل السلاح والذي لو أراد فعلياً لكان استدعى باسيل وقال له اعمل كذا وكذا… ولكن حامل السلاح ينتظر أن تأتي الأوامر من ولاية الفقيه أو من الحاكم الفعلي الذي هو اللواء قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني.
أخيراً، يتساءل المواطن: هل أصاب الغرور الوزير جبران باسيل لكي يضع شروطاً تعجيزية ليقبل بتشكيل حكومة، أو أنه عرف اللعبة فدخل فيها؟
أمّا عمّا يُقال إنّ معركة تشكيل حكومة اليوم هي في الحقيقة معركة رئاسة الجمهورية بين باسيل وجعجع وفرنجية؟ العِلم هنا عند صاحب العلم.
عوني الكعكي