يقول المثل الشعبي ان «الصهر سند الضهر»، ولكن «الصهر المدلل» قصم ظهر التيار الوطني الحر بحسب مصادر المفصولين في التيار، ولم يكن سندا لعمه لان كلمته هي الفصل. فمن ناشط سياسي عادي تحول جبران جرجي باسيل الى طبقة اصحاب رؤوس الاموال، فقرر الاستغناء عن الفقراء والمساكين في التيار الوطني الحر، الذي حلم برئاسته الى تيار الطبقة الغنية وطبقة رجال الاعمال والمال وبدأ بعملية التطهير والاقصاء والطرد من هذا التيار الذي حلم مناصروه ومؤيده بان يكون لهم سند وعون عند الشدائد بعد ان ذاقوا الامرّين طوال سنوات من الزمن وإبان الحكم السوري في لبنان، وتضيف المصادر «ناضلنا وكافحنا وصمدنا لنجد مصيرنا الاقصاء والصرف والالغاء لاننا من الطبقة العاملة وطبقة الفقراء والمساكين، ولسنا من طبقة رجال الاعمال الذين يستهويهم باسيل والذي لا يريدهم في تياره وهو الحالم بأكثر من هذا المنصب الذي قدمه له عمه جنرال الرابية على طبق من فضة، مما شكل انتفاضة داخل التيار على جبران وجماعته وعلى عمه الجنرال عون ومنهم نائب جزين المحسوب على التيار الوطني الحر، زياد اسود، الذي صرح اكثر من مرة بأن هذا التيار هو تيار الفقراء والمساكين والمناضلين وليس تيار الطبقة البرجوازية واصحاب رؤوس الاموال الذين يعشقهم جبران لزيادة ثروته وممتلكاته.
وهذا ما يفسر حسب مصادر المفصولين، بأن هناك تمددا في تيار المردة وبالاخص بالاماكن التي طرد منها العونيون وعلى حسابهم، بالاضافة الى نمور الاحرار وجماعة ابو جمرا. مما يعني ان التيار الوطني الحر يعاني من حالة انفصام في الشخصية وترهل بهيكليته، اذ لا يمر يوم الا ونسمع عن صرف او اقصاء من هذا التيار. اما على المقلب الاخر، فذكرت المصادر ان عون كان قد هدد بسحب وزراء التيار من الحكومة في حال التمديد للعماد جان قهوجي قائدا للجيش. ولكن هذا التهديد لم يلقَ اي ايجابية من حلفائه وبالاخص من حزب الله. مما يعني انه لو صحت مقولة الانسحاب من الحكومة فان هذه الحكومة لا تتأثر بذلك لانها حكومة تصريف اعمال، وهي لا تفتقر الى المكون المسيحي، مما يرغم عون على التراجع عن هذه الفكرة على ان يأتي اخر شهر اب ولن يكون عون متربعا على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا. وهذ يحصل لان كل المعطيات المحلية والاقليمية والدولية لا تشير الى انتخاب رئيس للجمهورية في الاتي القريب رغم كل التسريبات والاخبار الاعلامية التي هي مجرد هرطقات.
وتتابع المصادر، أن التيار الوطني الحر يعيش أزمة داخلية حقيقية قديمة بدأت بشكل مستتر بعد توقيع التيار الوطني الحر ورقة التفاهم السياسية مع «حزب الله»، والتي كان لها الأثر البالغ في تراجع حجم التيار على الساحة المسيحية، حيث برز تخلي الكثير من كبار الحكماء في التيار مثل اللواء عصام أبو جمرة واللواء نديم لطيف وغيرهما من رفقاء الدرب مع العماد عون وذلك لاسباب تتعلق في التفرد باتخاذ القرارات المصيرية التي ادت الى تلك النتائج الوخيمة وقتذاك، واليوم الصهر يعيد الكرة نفسها. لتلفت المصادر إلى أن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الأزمة داخل التيار، مردها إلى عدم وجود رغبة حقيقية من قبل العماد ميشال عون بوضع حد لتصرفات باسيل لغاية في نفس يعقوب.
وسألت المصادر، هل جاء الزمن الذي فقد فيه التيار الوطني الحر هيبته وشعبيته ومكوناته؟ وهل اصبح العماد عون اسيرا لقرارات صهره التي لا ترد، بل هي نافذة المفعول. لكن الايام القريبة كفيلة بذلك خاصة ان بعض المناطق التي كانت محسوبة على التيار بدأت تستفزها صور الجنرال وصهره باسيل، مما يعني ان حالة غضب شعبية بين اركان هذا التيار وفي طليعتهم الغضب على باسيل حتى وصل الامر الى تمزيق بعض الصور التي كانت محسوبة اصلا على التيار. ولكن بسبب الغضب الشعبي تمّ تمزيقها وتشويهها. ولكن كيف ينتهي الامر، لا احد يعلم بمصير هذا التيار وهيكليته واركانه؟