استوقفتني الانتقادات والتعليقات التي تناولت قرار المحكمة الدولية بحق أحد الكتاب ورأيت أنه لا بد من أن أطرح بعض التساؤلات:
أولاً- يقول أحدهم إنّ المطلوبين للمحكمة لم يذهبوا فاستفادت المحكمة من غيابهم وعيّنت لهم محامي دفاع.
كلام جميل… ما دام المتهمون يعتبرون أنفسهم أبرياء فلماذا يخافون من المثول أمامها؟!.
أما بالنسبة لتعيين محامين للدفاع عن المتهمين لا سابق معرفة لهم بهم فإني، بكل تواضع، أنصحهم بأنه أفضل لهم أنّ لا يعرفهم المحامون لأسباب عديدة لا أريد التوسّع في سردها.
ثانياً- يقول أحدهم إنّ المحكمة أُنشئت من أجل محاكمة من حرّر لبنان من إسرائيل، وأنها أُنشئت من أجل إسرائيل، وأنها تجاوزت القوانين اللبنانية والدستور اللبناني والحكومة والمجلس(…) وهنا لا بد أن نسأل: بعد ثماني سنوات ما زالوا يرددون الكلام ذاته! ألم يمل الذين يرددون هذا الكلام؟!.
وهل الذي حرّر الأراضي اللبنانية من العدو الاسرائيلي يمثل جهة واحدة؟!. أليْس أنّ اللبنانيين جميعاً مسلمين ومسيحيين، سُنّة ودروز وشيعة، وموارنة وأرثوذكس(…) أو أنّ الذي حرّر هو فقط الذي حمل البندقية؟!.
مَن حرّر لبنان هو كل لبناني على جميع الأراضي اللبنانية ولا فضل لأي لبناني على أي لبناني آخر لأنّ الوطن للجميع.
ثالثاً- ويحضرني هنا بعض الأسئلة:
لماذا كل الذين تطالب بهم المحكمة الدولية يُقتلون بظروف غامضة؟ وعلى سبيل المثال المناضل عماد مغنية، واللواء آصف شوكت، واللواء جامع جامع، واللواء رستم غزالة.
وربما تكون المحكمة الدولية هي أيضاً التي قتلت قادة «حزب الله» الآخرين الذين سقطوا في سوريا وهم مصطفى بدر الدين وعلي فياض وسمير القنطار وحسن حسين الحاج وحسن جفال وغسان فقيه وجميل فقيه وعلي خليل عليان (أبو حسين ساجد) وتوفيق النجار وجهاد مغنية نجل عماد مغنية.
فيا سبحان الله ما هذه المصادفة؟
رابعاً- والمحكمة هي التي قتلت شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الثلاثة والعشرين وبينهم الشهيد باسل فليحان، والمحكمة هي التي قتلت لاحقاً سائر الشهداء: سمير قصير وجورج حاوي والزميل الاخ جبران تويني، والشيخ بيار الجميّل ووليد عيدو (ونجله) وأنطوان غانم واللواء فرانسوا الحاج، والرائد وسام عيد، والرائد سامر حنا، واللواء وسام الحسن، والشهداء الأحياء الياس المر ومروان حماده ومي شدياق!!!