IMLebanon

لماذا تخونون المطران اليازجي؟

الى الأخوة المجتمعين في بيروت تحت شعار الإعلام المسيحي في الشرق: قضية واحدة وقضية موحّدة.

فقد سبقنا الى ذلك سيادة المطران بولس اليازجي، أعاده الله بالسلام، حين عقد في مطرانية الروم الأرثوذكس في حلب مؤتمراً تحت عنوان: الإعلام المسيحي اليوم، وذلك بتاريخ 19 نيسان 2010.

كنتُ في بيروت وقتها، فأصرَّ مدير عام «نورسات» أن يصطحبني معه في السيارة من بيروت الى حلب.

تقاسمنا على الطريق أحاديث عدة حول مكتب الأردن الذي أطلقناه بعرق الجبين، وكان وقتها بقليل من المال وكثير من المحبة، عكس حاله اليوم، وعن دور الأسقف اليازجي في فتح أبواب الإعلام العربي المسيحي على مصاريع الروح المسكونية التي تحتاج الى المحبة لكي تستحق كلمة المحبة. وتحدّثنا في المؤتمر بوجود خيرة من الخبرات…

واليوم يعود المؤتمر للانعقاد حول الموضوع نفسه… والمطران الشهم والبطل ما زال مع أخيه المطران غريغوريوس ابراهيم مجهولَي المكان، في أيدٍ لا تريد إلّا التفكيك: تفكيك الشرق الى مكوّنات صغيرة، وتفكيك المكوّن المسيحي الى أعداء وأباعد.

يشرف على مؤتمر اليوم مدير عام ليس «نورسات» فحسب، وإنما مجموعة «نورسات»، وبعد أن قسم العرب في الفضائية الى خيم متعددة، وبعد أن جاء الى الأردن ووقّع أوراق التقسيم، كذلك هناك يرفع راية مؤتمر جديد أراده اليازجي الرائع قبل أن يُقاد الى الأسر…

اليوم، وفيما ينعقد المؤتمر مستبعداً مراكز إعلامية لها وزنها العالمي، أجد أننا نخون العهد الذي قطعناه في حضرة مطران أرثوذكس حلب.

وأتساءل: مَن الذي يُعتبر أسيراً؟ اليازجي وابراهيم المطرانان الجليلان اللذان هما أكثر حرّية لأنهما زرعا بذاراً مسكونية رائدة ورائعة، خصوصاً في الاعلام المسيحي الذي نريد له أن يخدم وحدتنا، أم الأسير الحقيقي هو الذي يقع في فخّ عدم التصالح مع مركز إعلامي كاثوليكي له صيته العالمي؟

المطران اليازجي دعانا يوماً معاً… واليوم نبحث عن سبل توحيد القضية الإعلامية عبر تفتيت المراكز واستبعاد بعضها… وبالتالي الاستعباد لقلّة المحبة والكراهية ولإرضاء سيداتٍ أرَدن أن يحصلن على لقب «مدير»… والاستعباد خصوصاً بسبب المال وأصحابه المتنفّذين.

شكراً لسيدنا اليازجي الذي علّمنا على غير ذلك… علّمنا أنّ الإعلام محبة وليس استعباداً… ولا استبعاداً.