Site icon IMLebanon

لماذا يستمر الفراغ الرئاسي في لبنان المرشح الواقعي لـ”حزب الله ” وإيران ؟

صحت المعلومات التي توافرت لمراجع رسمية قبيل اطلالة الامين العام ل” حزب الله” السيد حسن نصرالله من انه لن يذهب الى اي موقف حاسم لموضوع انتخاب رئيس الجمهورية خلافا لانطباعات قريبين من الحزب. فالمعلومات كانت وما زالت ان الحزب ينوي الاستمرار في ترك مسافة احدثها اصلا باستثناء بعض الاشارات التي اخطأ الحزب في اعطائها في الاونة الاخيرة وكان يود الامين العام تصحيحها واعادة الاعتبار لهذه المسافة نتيجة عدم رغبته في الزام نفسه اي شيء من اجل ان يبقى الرقم الصعب في المعادلة الداخلية المتصلة بموضوع انتخاب الرئيس الجديد. وصحت معلومات هذه المراجع من ان لا انتخابات قريبا ربطا باعتبارات عدة منها ان الامور لم تنضج اقليميا ومن المهم ان يبقى الحزب متحررا في خياراته في ظل معلومات تفيد بان اعلان معراب الذي رشح فيه رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مرشح “حزب الله” الاساسي المعلن اي العماد عون تسبب بنقزة للحزب لانه بات صعبا على الحزب ان يحمل جعجع فيما هو يحمل عون نظرا لتغطيته المسيحية له اكثر من اي اعتبار اخر.

وان يأخذ السيد نصرالله على عاتقه مسؤولية انه يعطل الانتخابات الرئاسية وليس ايران لا يلغي واقع ان الاثنين واحد تقريبا. فاقتناع رؤساء البعثات الديبلوماسية من المتصلين بالحزب لا يخفى حول وجود هامش حركة كبير لدى الحزب للتقرير في الشأن الداخلي اللبناني. لكن ذلك لم يمنع لا الامم المتحدة ولا عواصم اوروبية او الفاتيكان من السعي الى اقناع ايران بالافراج عن الملف الرئاسي فيما ايران مغتبطة بما وصفه السيد نصرالله بانها قوة اقليمية كبرى يضطر المجتمع الغربي الى التحدث اليها للافراج عن رئاسة لبنان. فامساك ايران بورقة الرئاسة اللبنانية هو جزء لا يتجزأ من الحيثية التي باتت عليها ايران مع تأثيرها في جملة مسائل في المنطقة من سوريا الى العراق واليمن خصوصا متى فاخر المسؤولون الايرانيون مرارا وتكرارا بانهم باتوا يسيطرون على اربع عواصم عربية. ومقياس تعاطي ايران مع الوضع في لبنان وفق المعلومات التي يتفق عليها اكثر من طرف داخلي مع تقويم خارجي مماثل يرتبط ارتباطا وثيقا بالمكاسب التي حققتها ايران في لبنان خلال السنوات الماضية والتي لا تود هدرها خصوصا في ظل وضع غير مريح بالنسبة اليها لا في سوريا ولا في العراق ولا في اليمن. بل على العكس يعتقد ان ايران لن تعمد الى ارباك وضع الحزب في لبنان بل على العكس من ذلك تسعى الى محاولة الرسملة على مكاسبها ومكاسب الحزب بحيث يظلون شركاء في اللعبة السياسية. والترجمة العملية لذلك هي منع البلد من الانهيار لكن ليس الذهاب الى درجة تقويته او اعادة العافية اليه.

لا يهمل سياسيون في الداخل اداء الحزب من ضمن الخط التوسعي لايران في المنطقة. فالوضع الراهن مناسب جدا من زاوية الضعف الذي يستمر في اصابة الوضع السني في لبنان وكذلك الوضع المسيحي والافادة من غياب رئيس للجمهورية. اذ ان ذلك يساعد من جهة على التأسيس او لمقاربة جديدة بحيث لا يمكن اهمال التعديلات التي يدخلها مثلا على اداء مجلس الوزراء حيث تدخل نظريات جديدة على الصلاحيات وما شابه ذلك وبحيث ان مرور الوقت قد يحدث اعرافا جديدة بعد سنة او سنتين لا مجال لتجاوزها. وهذا يظل افضل للحزب من وجود رئيس للجمهورية يعزز النظام. فالحزب لا ينسى تجربته مع الرئيس ميشال سليمان وباتت لديه كما لدى ايران عقدة من هذا الامر ولذلك يفضلان شغورا في موقع الرئاسة لان رئيس الجمهورية لا يخضع لا للمحاسبة ولا للمساءلة ويمكن ان يعتمد مواقف معينة في المحافل الدولية تحرجهما وتكشفهما وهما في غنى عن ذلك ويفضلان حكومة عاجزة مضطرة الى ان تداري الجميع.

كذلك فان توقف السيد نصرالله طويلا عند الشكليات والتسريبات التي رافقت الكشف عن دعم الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجيه على قاعدة انها عرقلت موضوع الانتخابات، هو امر مثير يؤكد عزم الحزب على عدم تسهيل حصول الانتخابات اذ انه في حال كانت النيات صادقة في الذهاب الى انتخابات رئاسية فان جوهر الوصول الى اتفاق ينبغي ان يعلو على الشكليات التي يمكن ان تتم معالجتها.

من جهة اخرى ثمة انطباع يتأكد اكثر فاكثر هو ان استمرار رفع لواء دعم ترشيح العماد عون لا يعزز حظوظ الاخير في الوصول كما لم يعززه دعم ترشيحه من جعجع على غير ما اوحت الحملة الاعلامية من الجانبين العوني والقواتي بانه يمكن حشد الدعم لذلك من الاخرين. فاللوبي الداخلي من اجل ذلك لم ينجح كما اظهرت الايام الماضية بمقدار ما اظهر حض السيد نصرالله على ربط النزول الى مجلس النواب لانتخاب عون وحده بالايحاء بانه على طريقة النظام السوري “اما عون او الفراغ”.

لكن ثمة من يسجل مكسبا لمصلحة السيد نصرالله من جانبي المرشحين الرئاسيين وارتباطهما القوي به مع اعلان عون قبيل خطاب الامين العام للحزب بانه والسيد واحد في رسالة ليس واضحا كيف يمكن ان تساعده في تسويق نفسه مع الاخرين في الداخل والخارج في وقت يسعى بقوة الى ان يتم التوافق حوله، وكذلك مع تغريدة النائب فرنجيه بعد خطاب الامين العام للحزب ان “سيد الكل” هو السيد نصرالله.