Site icon IMLebanon

لماذا حذفت واشنطن حزب الله من قائمة التهديدات الارهابية؟

مع بلوغ الملفات اللبنانية قمة التأزم، ترتسم ظلال من الشكوك العميقة في امكانية تطوير اي صيغة داخلية للحل، ما اعاد الخارج الى الساحة بقوة عبر اتصالات تدور بين مسؤولين لبنانيين واجانب محورها تثبيت الاستقرار، واجتماعات تعقد بعيدا من الاضواء لفرملة انهيار العلاقات اللبنانية – الخليجية، فيما برزت في الساعات الأخيرة مؤشرات ومواقف رسمية متقاطعة خفّفت من منسوب الضغط بحسب مصادر في 14 اذار، ورفعت منسوب الأمل بمحاصرة سلبيات هجوم «حزب الله» ضد المملكة السعودية الذي يعتبره تيار «المستقبل» تمادياً على العرب، بدءاً مما عكسه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في لقائه مع وزير البيئة محمد المشنوق، مروراً بما تضمّنه الكلام الذي عبّر عنه رئيس الحكومة تمام سلام في اطلالته التلفزيونية، وصولاً الى ما نُقل من أجواء ايجابية سادت لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري بالسفير السعودي علي عواض عسيري.

ولعل اولى الاشارات اتت من اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، المخصص للبحث في اختيار خلف للامين العام لجامعة الدول العربية، مع عدمَ تضمين جدول اعمال الاجتماع أيا من الملفات الساخنة في المنطقة، من الوضع السوري والتطورات في اليمن، مرورا بالعراق، وصولا الى العلاقات اللبنانية – الخليجية المتأزمة والموقف العربي من «حزب الله»، والاكتفاء ببنود تسعة تقليدية ثابتة ترتبط بالوضع الفلسطيني والصراع العربي – الاسرائيلي.

اما ثانيها فكان من واشنطن، اذ قبل ان تفرغ المتحدثة باسم خارجيتها من ترحيبها بقرار وزراء الداخلية العرب باعتبار حزب الله ارهابيا، جاء تقرير التقييم الأمني السنوي الأميركي، بعنوان «تقييم التهديدات حول العالم لأجهزة الاستخبارات الأميركية»، الذي قدمه مدير جهاز الاستخبارات الوطنية «جيمس كلابر» إلى مجلس الشيوخ استثنى كلا من «إيران» و«حزب الله -لبنان» من قائمة التهديدات الإرهابية لمصالح الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ عشرات السنين، مع عدم ادراجهما في خانة الإرهاب خلافا للسابق. فبعد أن ذكر تقرير العام 2015 أن نشاط حزب الله الإرهابي العالمي زاد في السنوات الأخيرة إلى «مستوى لم نشهده منذ التسعينيات»، لم يرد ذكر إلا مرة واحدة في تقرير هذا العام في معرض مواجهته تهديدا من «داعش» و«جبهة النصرة» على حدود لبنان.

اما في ما خص ايران فقد أشار التقرير الاميركي إلى جهودها في محاربة «المتظرفين السنة»، ومن بينهم مقاتلو «تنظيم الدولة الإسلامية» الذين لا يزالون يشكلون أبرز تهديد إرهابي على المصالح الأميركية في العالم». الا انه ورغم حذفها من قسم التهديدات الإرهابية، فقد وصفها التقرير باعتبارها «مصدر تهديد سيبراني (إلكتروني) وإقليمي للولايات المتحدة بسبب دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، وإعلانها سياسات معادية لإسرائيل، وتطوير قدرات عسكرية متطورة، واستئناف برنامجها النووي، في مقابل مساعدتها في منع «تنظيم الدولة» من السيطرة على مساحات إضافية في العراق وسوريا»، مضيفا ان طهران «تسعى للحفاظ على حكومات صديقة لها في بغداد ودمشق وحماية مصالح الشيعة، عبر الحاق الهزيمة بالمتطرفين السنة، وتهميش نفوذ الولايات المتحدة»، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية الإيرانية قدمت الدعم العسكري القوي لبغداد ودمشق، بما في ذلك الأسلحة والمستشارون، والتمويل، والدعم القتالي المباشر».

ووفقا للتقرير، فقد «أتاح النزاعان المسلحان في العراق وسوريا لإيران اكتساب خبرات قيمة على أرض الواقع في عمليات مكافحة التمرد»، وأشار إلى «جهودها في توسيع قدرات المسلحين الشيعة في العراق»، لافتا إلى أن الجمهورية الإسلامية لديها «نوايا لكبح الطائفية، وبناء شركاء متجاوبين، وتخفيف وطأة التوترات مع المملكة العربية السعودية»، محذرا من أن «القادة الإيرانيين، ولا سيما داخل الأجهزة الأمنية، يسعون إلى سياسات ذات تداعيات سلبية فرعية على أمن المنطقة وربما على إيران»، لافتا إلى أن «أنشطة طهران لحماية وتعزيز المجتمعات الشيعية تغذي مخاوف وردود فعل طائفية».