IMLebanon

لماذا أعاد “حزب الله” إحياء معادلته الذهبية وهل تسقط خطة البقاع أمام الجبهات المفتوحة؟

على وقع تطورات سياسية وامنية مهمّة طغت على المشهد المحلي، بدءاً من القنيطرة الى رأس بعلبك وصولاً الى السعودية حيث انتقل لبنان الرسمي والسياسي إليها لمواكبة انتقال السلطة الى الملك سلمان بوفاة الملك عبد الله، تنعقد الجولة الرابعة من حوار “حزب الله” و”تيار المستقبل” اليوم وسط تساؤلات عن مصير الايجابيات التي حملتها الجولات السابقة والتقدم المحرز في تطبيق القرارات المتخذة، ولا سيما في المجال الامني الذي شكل البند المحوري على جدول الاعمال.

يجلس اليوم فريقا الحزب والتيار معا مرة جديدة لاستكمال البحث في الملف الامني، وقد فشل الفريقان في تأمين العبور الآمن نحو تنفيذ الخطة الامنية في البقاع الشمالي، والتي كانت ثمرة الاتفاق بينهما، وخصوصا بعدما التزم “المستقبل” ونفذ وزير الداخلية نهاد المشنوق عملية سجن روميه بنجاح تام.

منذ لقائهما الاخير قبل نحو ١٠ أيام، وبعد رفع الغطاء السياسي عن المخلين بالأمن، تمهيدا لإطلاق يد الجيش والأجهزة الأمنية في تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع الشمالي، جاء الاعتداء الإسرائيلي على القنيطرة ليبطئ العملية، فيما أتبع لاحقاً باندلاع الاشتباكات بين الجيش والتنظيمات الإرهابية في رأس بعلبك أدت الى سقوط ٨ شهداء للجيش مقابل عشرات القتلى في صفوف الإرهابيين.

ذهب المشهد السياسي والامني في اتجاه آخر، وخصوصاً ان العمليات الأخيرة ضد الجيش في رأس بعلبك أثارت القلق والهواجس من فتح جبهات جديدة على المؤسسة العسكرية لإضعاف الجيش وانهاكه وربما لإلهائه عن المهمات الأمنية الأخرى وفي مقدمها خطة البقاع!

لمراجع سياسية مخاوفها من ان تتحول تلك الخطة في ظل مناخ امني متوتر كما هي الحال اليوم، الى مسرحية. لا تبدي هذه المراجع ارتياحها الى ما وصفته بـ”تقزيم” الأهداف التي من أجلها جلس “المستقبل” في حوار مباشر مع “حزب الله”. ولهذا، لا تعول كثيرا على ما سيصدر عن الجلسة الحوارية الرابعة.

مفارقة جديدة تتزامن مع الجلسة المرتقبة اليوم. فالحزب الذي دان بشدة الاعتداء على الجيش وسأل عن أسباب تأخر وصول السلاح اليه، لم يفته الربط بين دم شهداء الجيش الذين سقطوا في رأس بعلبك ودم شهدائه الذين سقطوا على يد إسرائيل في القنيطرة، ليقول على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم ان هؤلاء مع الشعب يشكلون ثلاثية القوة التي تغير المعادلة. وزاد على هذا الكلام موقف رئيس المجلس السياسي للحزب السيد إبرهيم امين السيد بقوله ان الجيش والمقاومة محور واحد، وتحول الثالوث الذهبي الجيش والشعب والمقاومة الى دم الجيش والمقاومة.

وما استعادة الحزب بمعادلته الذهبية اليوم وفي خضم حواره مع “المستقبل” (الرافض أساسا لهذه المعادلة)، إلا لتأكيد تضحيات الجيش بعد عملية القنيطرة والاحتضان الشعبي ولا سيما من مناطق مسيحية في رأس بعلبك، لتنصهر معا لإعادة إحياء معادلة كانت سببا رئيسيا في تأخير ولادة الحكومة الإئتلافية.

ليس واضحا إذا كانت العودة الى المعادلة الذهبية للحزب ستؤثر على الحوار او ستطرح على طاولته، أو أنها من المواضيع الخلافية الموضوعة جانباً. لكن ما هو واضح أن مقايضة سياسية كانت جرت الأسبوع الماضي في مجلس الوزراء عكست مناخ التفاهم على التهدئة الذي أثمرته جلسات الحوار. ففي حين حصد الحزب إدانة رسمية من الحكومة لاعتداء القنيطرة، حصدت قوى الرابع عشر من آذار إلتزاما لضرورة تطبيق القرار الدولي، علما ان هذا الفريق لا يزال يسعى الى توسيع رقعة تطبيق هذا القرار من دون نجاح.